أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تركيا والتهديد النووي الإسرائيلي

الجمعة 16 نيسان , 2010 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,531 زائر

تركيا والتهديد النووي الإسرائيلي

ففي حين يغض النظر عن ترسانة تفيض بالرؤوس النووية مثل إسرائيل غير الموقعة على اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي، تتركز الأنظار والتهديدات عند بلد، هو إيران، موقّع عليها وتحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا يزال برنامجه النووي في مرحلة أولى، فضلا عن تحريم قادته امتلاك واستخدام السلاح النووي واعتباره جريمة «إبادة» للإنسانية.

في لحظة قلب الحقائق المتواصلة حول كل القضايا من جانب البيت الأبيض، سواء كان ساكنه ابيض أم اسود، تواصل تركيا بقيادة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الوقوف عند قناعاتها كما عند مصالحها ومصالح شعوب المنطقة برفض المنطق الأميركي المزدوج في التعامل مع القضايا المختلفة.

لم يتغير موقف اردوغان رغم كل جهود اوباما لإقناعه هو والصين والبرازيل بأهمية الانضمام إلى الجهود الدولية لفرض عقوبات على إيران.

كان اردوغان واضحا أثناء القمة النووية كما خلال لقاءاته الصحافية، ولا سيما مع قناة «سي ان ان» في:

1ـ أن طهران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي. وهو يثق بما قاله له القادة الإيرانيون بهذا الخصوص.

2ـ حق إيران الكامل بامتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية، وأنقرة نفسها طرحت مناقصة لبناء مفاعل نووي تركي.

3ـ إذا كان لا بد من وقف البرنامج النووي الإيراني فذلك لا يكون محصورا به بل في إطار شرق أوسط خال من السلاح النووي.

4ـ وهنا يشير اردوغان بصراحة كاملة ومعهودة إلى إسرائيل غير المنضمة إلى معاهدة انتشار الأسلحة النووية، ومع ذلك هي خارج الرقابة، فيما إيران الموقعة على المعاهدة، تتعرض للضغط والتهديد.

وبهذا الموقف يؤشر اردوغان أكثر من غيره الى «الخطر الإسرائيلي»، وهو الأمر الذي يزعج الغرب وإسرائيل من خلال اتهام رئيس الحكومة التركية بمحاولة خلق «خطر» جديد بدأ يتحول إلى احد عناوين السياسة الخارجية التركية، وهو «التهديد الإسرائيلي» تماما كما يحاول اوباما الإشارة إلى «التهديد النووي» لمنظمات ودول.

5ـ إذا كان لا بد من حل، فليس عبر توجيه ضربة عسكرية أو حتى فرض عقوبات على إيران، بل إن الحل الوحيد هو بالحوار وعبر الدبلوماسية.

6ـ وتركيا هنا مستعدة للقيام بدور الوسيط بين الغرب وإيران، والانخراط عمليا في أي مقترحات مثل أن تكون مركزا لتخصيب اليورانيوم أو غير ذلك.

وتذهب تركيا بعد قمة واشنطن ابعد من ذلك بمحاولة تشكيل «لوبي» دولي ضاغط معارض للمقاربة الأميركية، يضم كلا من البرازيل والصين، من أجل عرقلة الخيار السلبي في العقوبات أو العسكري بتوجيه ضربة إلى إيران، خصوصا أن أنقرة عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وهي ترى أن لبنان والبرازيل يقفان ضد فرض عقوبات على إيران.

ويرى معظم المراقبين الأتراك أن انتقادات اردوغان إلى إسرائيل حول ملفها النووي موجهة إلى إدارة اوباما، التي تملك مفتاح الضغط، والمطلوب منها أن تنظر بعين واحدة إلى كل قضايا المنطقة. وتخلص معظم تقارير الصحف التركية إلى أن محادثات اردوغان مع اوباما وان مرت في مناخ ودّي، غير أنها لم تفض إلى نتيجة محددة أو أي تغيير في مواقف الطرفين، وإن أثنى اوباما على جهود تركيا لحل الأزمة سلميا، داعيا إياها إلى مواصلة هذه الجهود.

ولا يختلف موقف الرئيس التركي عبد الله غول عن موقف اردوغان، إذ قال أثناء زيارته مسقط أن امتلاك أي دولة أسلحة نووية سيقود إلى سباق تسلح، معطيا الهند وباكستان مثالا على ذلك، موضحا انه بعد أن فجرت الهند قنبلتها النووية خرجت باكستان معلنة «سآكل العشب، لكن سأصنع قنبلتي النووية»، ملاحظا أن السعي لإنتاج سلاح نووي لا علاقة له بحجم الاقتصاد، أن كان كبيرا أو صغيرا. لذلك يرى غول أن المدخل لحل المشكلة مع إيران هو بحل شامل للمنطقة ومنها نزع السلاح النووي الإسرائيلي.

وحين يُسأل غول عما إذا كان أي حل في المنطقة يجب أن يطال التسعين رأسا نوويا أميركيا الموجودة في قاعدة انجيرليك، يقول إنها «مسألة مختلفة تماما، وتركيا لا تنتج أسلحة نووية».

يذكر أن شيفرة استخدام القنابل النووية الأميركية في انجيرليك هي بيد واشنطن، لكن السماح للطائرات الأميركية بتحميلها واستخدامها يخضع للموافقة التركية. 

Script executed in 0.19431710243225