أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المنطقة تغلي واللبنانيون "يتحاورون"!

الجمعة 16 نيسان , 2010 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,743 زائر

المنطقة تغلي واللبنانيون "يتحاورون"!

هكذا، أتى "توقيت" الحلقة الثانية من الموسم الثالث من مسلسل "الحوار الوطني" حساساً ودقيقاً بامتياز..
لم تكد إسرائيل تتهم سوريا رسمياً بتزويد حزب الله بصواريخ سكود عبر الحدود حتى علت "الصرخة"، الصرخة الغائبة بطبيعة الحال عن الانتهاكات الاسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية، وهي انتهاكات "مثبتة" بالصوت والصورة بخلاف "التسريبات" التي يحكى عنها هذه الأيام..

أما "الصرخة" فتجلّت بعناوين مختلفة لا يختصرها "التأهب" الاسرائيلي الذي وجد "فرصته" لرفع "النبرة" بل تمتد إلى الغرب الذي انتابته مجدداً "نوبة القلق" فسارعت واشنطن للتحذير من أن هذه الخطوة ستعرض لبنان لـ"خطر جسيم"، الأمر الذي قرأه بعض المراقبين وكأنه "تهديد"، قبل أن تنضمّ إليها فرنسا التي اعتبرت الأمر برمته "مثيراً للقلق".

"حزب الله"، وكالعادة، التزم "الصمت الرسمي" في وقت كان بعض نوابه "يدينون" التهديدات الأميركية الاسرائيلية للبنان. لكن، وبخلافه، قرّرت سوريا "خرق" الصمت و"تفجير" القنبلة. هي لم تنف المزاعم الأميركية والاسرائيلية فحسب بل ذهبت إلى حدّ "تحليلها" والحديث عن "عدوان محتمل" تستعدّ له إسرائيل، في اتهام مباشر لاسرائيل بـ"قرع طبول الحرب" هو الأول من نوعه منذ فترة طويلة.

على وقع كل هذه التطورات "الدراماتيكية" على صعيد الجبهتين اللبنانية الاسرائيلية والسورية الاسرائيلية، كان اللبنانيون يضعون "اللمسات الأخيرة" على الحلقة الثانية من الموسم الثالث من مسلسل "الحوار الوطني"، حلقة بدت شبيهة بسابقاتها شكلاً ومضموناً وإن حرص بعض المشاركون على اعتبارها "أفضل" من سابقتها، وهو أمر لم تعكسه فعلياً "التسريبات" التي أظهرت "الاختلافات" إياها و"الاعتراضات" إياها لا بل و"اليأس" إياه...
الحوار الوطني مجدداً: حصر البحث بالاسراتيجية الدفاعية!

هكذا إذاً، وتماما كما في الحلقات السابقة، مرّت الحلقة الثانية من الموسم الثالث من مسلسل "الحوار الوطني" على خير..

الالتزام بـ"السرية" والحرص على إشاعة "الهدوء" بدوا عنوانين بارزين للحلقة، أقلّه "في الظاهر".. "هدوء" حرص البيان الختامي للجلسة على "إشاعته" أيضاً في وقت استوقف المراقبين إشارة هذا البيان إلى حصر البحث ببند الاستراتيجية الدفاعية دون غيره من البنود.

وبحسب البيان أيضاً، اتفق "أقطاب" الحوار اللبناني على تعيين المندوبين في لجنة الخبراء لايجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين مختلف الطروحات، ومواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية لحماية لبنان والدفاع عنه، وحصر النقاش بهذا الموضوع داخل هيئة الحوار والتزام بنهج التهدئة السياسية والاعلامية. وتم التأكيد على الالتزام بالمقررات التي سبق واتخذها مؤتمر الحوار الوطني عام 2006 والعمل على تنفيذها ومنها "السلاح الفلسطيني خارج المخيمات".

ويبقى "القرار" الأهم مع كل جلسة حوار: تحديد موعد الحلقة المقبلة من المسلسل "الشيّق"، والتي سيحظى اللبنانيون بـ"فرصة" متابعتها عند الحادية عشرة من قبل ظهر الثالث من حزيران المقبل.

سجالات حادة: بري ورعد وعون وجنبلاط وفرنجية يريدون سحب السلاح من التداول!

كلا، لم تتسم الحلقة الثانية من الموسم الثالث من مسلسل "الحوار الوطني" بـ"الهدوء" الذي حرص البيان الختامي والمنظمون على "إشاعته"..

أصلاً، متى اجتمع نبيه بري وميشال عون وسمير جعجع وسعد الحريري وأمين الجميل ومحمد رعد وسليمان فرنجية ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة وغيرهم في غرفة واحدة، يصبح الحديث عن "هدوء" بمثابة "نكتة" يصعب "هضمها"، فكيف إذا كان موضوع السلاح مطروحاً بشكل أو بآخر، وإن بتسمية "الاستراتيجية الدفاعية".

ليست مجرد "نظرية" بل إن "المداولات المسرّبة" تقدّم "الاثبات" عليها. وبحسب هذه المداولات، فإنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري قدّم مطالعة شاملة أيّدها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، والتحق بهم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. وتقوم هذه المطالعة على سرد تاريخي للمسار العدواني الاسرائيلي على لبنان بدءا من العام 1923 مروراً بالمجازر التي ارتكبت بحق أبنائه. واذ رفض بري نظرية الحياد واتفاقية الهدنة، اعترض على رؤية القوات اللبنانية للاستراتيجية الدفاعية، واكد ان المقاومة حق مشروع طالما ان هناك احتلالاً لشبر واحد من الارض، وسأل "هل نترك الجيش اللبناني وحده من اجل ان يواجه اسرائيل ام اننا جميعاً معنيون بالوقوف الى جانب الجيش؟".

وفيما اعترض سمير جعجع على مضمون مداخلة بري، دافع عنها النائب ميشال عون، وقال "من حقي أن أتسلح وأن أدافع عن أرضي بكل الوسائل والإمكانات المتاحة". وشدّد على أنّ "المقاومة تواجه الاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع الجيش ولا بديل راهناً عن سلاح المقاومة، وهذا ليس تعنتاً، بل هي مقتضيات الواقع، لا يوجد بديل راهن لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

وفيما دعا النائب وليد جنبلاط الى اخراج موضوع سلاح المقاومة من التداول محذراً من أن "إثارة موضوع سلاح المقاومة في الإعلام، لا يخدم مصلحة البلاد ويؤدي الى توتير وتشنج سياسي ومذهبي وطائفي"، كان النائب محمد رعد واضحاً، هو الذي سأل: "إذا كان المطلوب مناقشة ملف السلاح في وسائل الإعلام فشو جايين نعمل هون؟".

وطالب رعد بحسم المسألة: "إما نتكلم بالسلاح عبر الإعلام ونثير البلبلة داخلياً، وبالتالي لا داعي لوجودنا هنا ولا داعي لطاولة الحوار، وإما نلتزم بما تفرضه علينا هذه الطاولة من أصول ونكمل ما نحن هنا من أجله".

المنطقة تغلي.. وسوريا تحذر من "عدوان محتمل"!

كان اللبنانيون يتحاورون حول "الاستراتيجية الدفاعية" و"النية الاسرائيلية" وغيرها من الأمور في وقت كانت المنطقة "تغلي" على خلفية "رواية"، لا أحد يعرف "صحتها"، عن تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ "سكود".

دمشق نفت "الرواية" لكنها قرأت "أبعادها" وخلصت إلى انها تعبّر عن استعداد إسرائيلي لـ"عدوان محتمل".

ونقلت وكالة الانباء الرسمية "سانا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن "إسرائيل تطلق منذ فترة حملة تصريحات تزعم بأن سوريا تقوم بتزويد حزب الله في لبنان بصواريخ سكود". وإذ نفى المصدر المسؤول "بقوة" هذه المزاعم، رأى أن "إسرائيل تهدف من خلالها إلى المزيد من توتير الأجواء في المنطقة، وإلى خلق مناخ يهيئ لعدوان إسرائيلي محتمل، وذلك للتهرب من تلبية متطلبات السلام العادل والشامل".

من جهته، رفض حزب الله التهديدات الصاروخية. وقال النائب حسن فضل الله لوكالة "رويترز" إن "الموقف الاميركي هو تهديد للبنان"، مضيفاً "ان هذه الضغوط الاميركية والتهويل الاسرائيلي لن يؤثرا على خيارنا والتزامنا الدفاع عن بلدنا بكل الوسائل". ورأى فضل الله ايضاً ان الموقف الاميركي الذي حذّر لبنان من "خطر شديد" بسبب التقارير عن الصواريخ، "يثبت، مرة أخرى، ان الادارة الاميركية تتجاهل الحقائق والوقائع لجهة استمرار الاحتلال الاسرائيلي والاعتداء على السيادة اللبنانية وخرق القرارات الدولية على مرأى الأمم المتحدة لأن ما يهمها هو إسرائيل وليس أي شيء آخر".

كلمة أخيرة...

المنطقة تغلي.. واللبنانيون يتحاورون!

يبدو عنواناً لافتاً فالحوار يجب أن يبقى الأساس والخيار الأول..

لكنّ الحوار يجب أن يكون بمعنى الحوار وبنية الوصول لنتيجة.. أما الحوار الذي لا يقدّم ولا يؤخر، الحوار الذي يتحوّل إلى مجرد "شكل" بغض النظر عن "المضمون"، الحوار الذي لا يعود "مجدياً"، فهو يضرّ أكثر مما ينفع..
أي أنواع الحوار هو ذلك الذي يحتضنه قصر بعبدا هذه الأيام؟

الاجابة على السؤال قد تشكل البداية...

Script executed in 0.16851997375488