فالاتهامات الإسرائيلية لسوريا ليست جديدة، لكنها تأخذ هذه المرة طابعا أكثر خطورة من خلال الحديث عن صواريخ «سكود» طويلة المدى، وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية فإن هدف سوريا من تزويد «حزب الله» صواريخ «سكود» هو الردع، علما أن «حزب الله» اعتمد رسميا سياسة «التطنيش الاعلامي» إزاء المزاعم الاسرائيلية.
ويرى المدير العام لمركز بيريز للسلام بتل أبيب «رون بونداك» أنه «إذا تأكد بالفعل أن دمشق تزود حزب الله بصواريخ سكود فإن ذلك بالفعل سيؤدي إلى تغيير المعادلة الاستراتيجية برمتها في الشرق الأوسط، وخصوصاً بين إسرائيل وحزب الله».
وأشار «بونداك» إلى أنه في حال وقوع أي مواجهة على الحدود «فسيكون أي هدف في إسرائيل في متناول صواريخ سكود»، الأمر الذي «لا يمكن إسرائيل أن تقبل به، لأنه سيشكل مصدر إزعاج كبير لها».
في المقابل، يعتبر النائب العميد وليد سكرية أن التهويل الإسرائيلي من خطر حصول المقاومة على صواريخ «سكود» هدفه ظهور إسرائيل بمظهر الضحية تزامنا مع انعقاد مؤتمر الأمن النووي في واشنطن وصرف النظر عن برنامجها النووي، عبر اتهام سوريا بتهديد الأمن الإسرائيلي بمواصلة تسليح «حزب الله»، بصواريخ ثقيلة تهدد المدن الإسرائيلية وتحمل رؤوسا متفجرة كبيرة، زنتها أكثر من 500 كلغ، وهذا يدحض ادعاءاتها حول نيتها بالسلام.
يرى سكرية أن ردة الفعل على هذه الصواريخ ما هي إلا قنابل دخانية، فالمقاومة بحوزتها صورايخ تضاهي قوتها وفعاليتها صورايخ «سكود»، وتقوم مقامها بحسب الاعترافات الإسرائيلية، ومع ذلك لم تقم بأي ردة فعل، فهذه الصواريخ، وفقا لسـكرية، لا تغيّر في معادلة التوازن القائمة مع المقاومة، وذلك يحصل فقط بحصول المقاومة على أسلحة نووية.
بدوره، أشار الخبير والعميد الياس حنا الى أن إسرائيل تسعى من وراء هذه الأزمة إلى الضغط على كل من الولايات المتحدة وسوريا وإيران وحزب الله، تحضيرا وتهيئة للرأي العام العالمي للقيام بعدوان على لبنان.
يرى حنا أن صاروخ «سكود» هو سلاح استراتيجي، وإذا صحت الاتهامات فإن ذلك يدفع بإسرائيل إلى تغيير السلوك والتخطيط والقرار العسكري، لناحية زيادة قدرات الرصد والاستطلاع في الجانب اللبناني، وتفعيل عناصر المراقبة الأرضية (العملاء)، فضلا عن تكثيف الطلعات الجوية التجسسية.
ويتابع حنا أن الأهم من ذلك أن هذا السلاح ذو بصمة سورية مباشرة، وهذا يعني استعداد سوريا، اذا صحت المزاعم الاسرائيلية، لكل الاحتمالات وتثبيت انخراطها الكامل في محور المقاومة، ويختم حنا «الموضوع لم يعد يعني حزب الله وحده، بل لبنان وسوريا وإيران كمحور واحد».
