أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الحـرب قادمـة؟ إسرائيل تبحث عن ذريعة

السبت 17 نيسان , 2010 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,182 زائر

الحـرب قادمـة؟ إسرائيل تبحث عن ذريعة

ويتزامن ذلك مع استئناف آلة الدعاية الأميركية والإسرائيلية القائلة بأن سوريا تستمر في إرسال الأسلحة «الممنوعة» إلى «حزب الله»، والمتمثلة هذه المرة بصواريخ «سكود». ولا يلطف من هذا الجو سوى القبول المبدئي بحضور السفير الأميركي روبرت فورد إلى دمشق قريباً.

وقد بات واضحا أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يسعى إلى أن يكون لولب الحركة الناشطة لخنق إيران. فبين استقباله الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، واستعداده للذهاب إلى الصين لإقناعها بالقبول بعقوبات مشددة على طهران (في أعقاب محاولة مماثلة من الرئيس الأميركي باراك اوباما مع نظيره الصيني قبل أيام)، يصرح ساركوزي بشكل واضح أن «امتلاك إيران للقنبلة النووية سيشكل خطراً لا يمكن قبوله، وأن البرنامج النووي الإيراني عسكري، ولا غاية مدنية له».

الطريف أن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بدا أقل حماسة من اندفاعه ساركوزي، إذ قال، وهو في طريقه إلى البيرو، إن «إيران لن تتمكن من امتلاك القدرة العسكرية النووية قبل عام على الأقل وربما أكثر»، فيما أكد رئيس استخبارات البنتاغون الجنرال رونالد بيرجيس أن «أجهزة الطرد المركزي التي أعدتها إيران تمكنها من إنتاج كمية من اليورانيوم عالي التخصيب تكفي لصنع قنبلة نووية واحدة خلال مدة لا تزيد على العام الواحد».

ومن المفيد التذكير بأن اوباما نفسه لم يستبعد الخيار العسكري، حتى ولو انه قد قال إن هذا الخيار ليس له الأفضلية بعد. بمعنى أن «الأفضلية» قد تأتي لاحقا إذا ما قصّرت العقوبات عن خنق إيران، أو إذا ما تمسكت الصين بحق النقض (الفيتو).

ولو نظر المرء صوب إسرائيل، سيجد واحدة من أكثر الحكومات تطرفاً، ولكن أيضاً أكثرها غباء، وأتعسها علاقة مع أميركا، (الانتقادات لأوباما في الإعلام الإسرائيلي كثيرة، خصوصا بعد تهرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من لقائه، أفضلها يقول إنه يفرض السلام على إسرائيل، وأقساها يقول إنه غير صهيوني وغير ودي وقد يستخدم «الفيتو» ضد دولتهم).

المعادلة واضحة: إيران ممنوعة من الوصول إلى القنبلة النووية. «حزب الله» بات أكثر قوة وصلابة ويجب الحد من تعاظم قدراته. الرئيس السوري بشار الأسد يفضل السلام ولكنه لا يخشى الحرب إذا فرضت عليه. العقوبات الدولية على طهران تتعثر بسبب الموقف الصيني وبعده الموقف الروسي. صورة إسرائيل في العالم متقهقرة. ولا يمكن بالطبع المراهنة على وزير خارجية متطرف ومحدود الفهم على غرار افيغدور ليبرمان لتحسين ذلك.... ما العمل؟

اوباما لا يزال متردداً في الحل العسكري ليس فقط أملا بتسوية مع إيران، ولكن لما قد يترتب على ذلك من مخاطر وخسائر كبيرة، والأسرة الدولية تدرك ضمنياً أن العقوبات، ومهما اشتدت، لن تلغي سعي إيران للقنبلة.
في حالات كهذه، كانت إسرائيل تعرف كيف «تخترع» الذريعة المثلى لتبرير عدوان عسكري، ولعلها تدرك أن الوضع الدولي «مثالي».

حاليا فإن القلق من المشروع النووي الإيراني، يمكنه أن يساعد في جعل العمل العسكري مبرراً أو مقبولاً، خصوصاً إذا ما تحركت آلة الدعاية داخل أميركا لتكذب، كما كذبت قبيل الحرب على العراق. ألم يكرر اوباما قبل يومين في القمة النووية بشأن الخطر النووي الإيراني، ما كان قاله وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول (وندم عليه لاحقاً) بشأن السلاح العراقي؟

أما بالنسبة للصين، التي لا تزال تتصلب ضد العقوبات انطلاقاً من مصالحها السياسية والمالية الكبيرة مع إيران، فهي كانت عام 1997 قد ألغت اتفاقاً للصواريخ والدفاع مع طهران بقيمة 4 مليارات دولار في أعقاب اتفاق تجاري مع أميركا، وبالتالي فثمة من يراهن على احتمال قبولها عقوبات قاسية ضد السلطات الإيرانية إذا ما حصلت على ما يرضيها من تسويات مع الولايات المتحدة.

باستثناء معجزة سياسية، أو تنازل إيراني كبير في اللحظة الأخيرة، أو قبول إسرائيلي صعب بالبرنامج النووي الإيراني، سيكون من الصعب تصور سيناريو آخر غير الآتي: إسرائيل ستخترع ذريعة للحرب (تفجير، اغتيال...) وأميركا ستتصرف «بجرأة أكبر» كما يدعوها السيناتور جون ماكين، ولعل المتطرفين في الأوساط الإسرائيلية والأميركية والغربية أيضا يعتقدون بأن حرباً لمدة أسابيع قد تكون (على خطورتها)، اقل سوءاً من امتلاك إيران لسلاح نووي.

يبقى أن إيران لا تزال تملك أوراقاً كثيرة ومعروفة، من أفغانستان إلى العراق فالشرق الأوسط، والعمل العسكري هذه المرة لن يكون في مطلق الأحوال من دون ثمن باهظ...هذا وحده يلجم إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة... ولكن إلى متى؟ 

Script executed in 0.19040393829346