أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الالتزام بالشرط الإسرائيلي

الإثنين 19 نيسان , 2010 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,750 زائر

الالتزام بالشرط الإسرائيلي

والرسالة هي الآن في طريقها الى واشنطن للترجمة والتحليل والحفظ مع الخطاب الذي وجهه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى نظيره الاميركي باراك اوباما الشهر الماضي، ولم يتلق رداً عليه، وهو يتضمن طلب الاعتراف بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية مقابل التعاون في مكافحة الارهاب.

تلك هي الخلاصة الاهم لمؤتمر طهران الذي يشك في ان يساهم في تغيير السلوك الاميركي الغريب في التعامل مع ملف يتسم بجميع صفات المأزق بالنسبة الى الاميركيين الذين لا يريدون الحرب على ايران، وهم يدركون ان العقوبات استنفدت غرضها ولم يبق منها سوى الحظر النفطي الذي يمكن ان يشعل شرارة حرب غير مرغوبة وغير مجدية، كما يمكن ان يغرق الاقتصاد العالمي المضطرب أصلاً في فوضى شاملة قد تكون مفاعيلها اخطر حتى من اي ضربة عسكرية لبلد لا يملك القدرة على الرد الموازي.

في المقابل يمكن الزعم مرة اخرى بان طهران لا تساعد نفسها ولا ملفها النووي الحيوي، بسلوكها الغريب ايضاً الذي يتسم بقدر علني من التحدي المبني على الاطمئنان الداخلي الى ان اميركا لا تستطيع الحرب ولا العقوبات النفطية، التي تواجه اعتراضاً او تحفظاً جدياً من جانب الصين وروسيا.

لكن أحداً لا يمكنه ان يدّعي بان محصلة الخطاب الايراني العالي النبرة كانت حتى الآن سلبية.. برغم كل ما يمكن أن يقال عن تردي الوضع الداخلي الايراني، السياسي والاقتصادي، وبرغم كل ما يذكر عن تراجع النفوذ الايراني في العراق او في بقية دول الجوار.

الثابت هو ان البلدين يفترقان الآن اكثر من اي وقت مضى منذ لقائهما الاخير في اعقاب هجمات 11 ايلول 2001، لكنهما لا يسيران بالضرورة نحو الحرب الشاملة، بل ربما فقط نحو بعض الاختبارات العسكرية، التي تخاض بشكل غير مباشر..

لانهما يستعدان لاختبار حاسم في مطلع حزيران المقبل، عندما ستتبين قدرة ايران على تشغيل مفاعل طهران العلمي الذي يخدم نحو 750 الف مريض ايراني بالسرطان، بيورانيوم مخصب بدرجة عالية من انتاجها.. ما يمكن ان يدق اجراس الإنذار الاميركية والغربية من ان ايران اقتربت فعلياً من تطويع الدورة النووية وبالتالي امتلاك أدوات صنع القنبلة التي تحرمها، عندما ترغب بذلك.

وهذا الافتراق لم يكن وليد الصدفة، او الخطابات النارية المتبادلة. ثمة معطى سياسي مهم هو ان اسرائيل تمكنت بالفعل من تخريب الحوار الأميركي الإيراني وتعطيله، وفرض نفسها على الأميركيين شرطاً مسبقاً لاستئنافه..

وهو ما التزمت به ادارة باراك اوباما عندما ابلغت حكومة بنيامين نتنياهو ان خلافهما السياسي يقتصر على العنوان الفلسطيني وحده، ولا ينطبق بأي حال من الأحوال على ما عداه من عناوين اندرج فيها الاسبوع الماضي موضوع تهريب صواريخ سكود الى حزب الله! 

Script executed in 0.17847013473511