وسط عددٍ كبيرٍ من السياسيين والزملاء الصحافيين والمحبين جلس عواضة. وفي القاعة الجانبية لقصر «الأونيسكو» في بيروت كتب عبارات المحبّة والتّقدير على الإصدار الجديد. خلاصةُ أربعة عقودٍ من العمل الصحافي أصبحت اليوم ملكاً للجميع. وعلى مدى 439 صفحة يسرد عواضة قصصاً وأسراراً وتحليلاتٍ ستصبح حتماً مرجعاً لكلّ محبٍّ ومطّلع.
غصّت القاعة الكبيرة بحضورٍ كثيفٍ.
«السفير لها حصة وازنة في هذا الكتاب باعتبارها كانت صحيفتي التي عملت فيها منذ تأسيسها في العام 1974»، يقول عواضة لـ «السفير». ويتابع «كانت تعبر عن أفكارنا وعن طروحاتنا ومواقفنا». كما يشكر الصحيفة، التي يفرد لتجربته فيها حيزاً في كتابه، والعاملين فيها على رعايتهم له وعلى المسيرة الطويلة التي جمعته فيهم فهم بالنسبة إليه كـ «العائلة».
من طفولةٍ مدللة صعد الرجل، دخل عالم الصحافة بعدما تنبّأ له الصحافي عباس بدر الدين، المغيّب مع الإمام السيد موسى الصدر، بأن مستقبله فيها. غاص في متاهات فروعها الثلاثة. وعايش شخصياتٍ استثنائية طوال عمله الصحافي، فحمل قصصاً وأسراراً قلّ حاملوها. ناضل وكافح واعتقل، لكنه لم يستسلم. من إيران الثورة إلى حيفا الاعتقال ثم أميركا وكندا مروراً بألمانيا، فالصين صقل تجاربه. لم يرد لتلك التجارب أن تكون حكراً على صاحبها، فجلس على مدى أيامٍ طويلة وسطرها سرداً جميلاً على ورق التجارب. عندها فقط وُلد كتابٌ ليس كمثله الكثير في عالمٍ مليءٍ بالتجارب والتناقضات.
زينب سرور - السفير
