احلم دائماً بتلك الدنانير الصفراء التي ستفرج همي ، و تزيل كربي ، حين اجمعها سأعطيها لعالم عرفاني ، يسكن النجف الأشرف ، هو بدوره سيكتب حجاباً ميموناً، و سيكون هذا الحرز الشافع لي عند الله حتى يبطل المس و الشؤوم الذي لحقني و شريكي ، فحرمنا من نعمة الحياة لاطفالنا ، و كانوا يولدون فيصيبهم الاختناق حتى النزع و الموت ، و اعيتنا السبل لمنحهم عمر لم يكتب...هكذا قال شيخنا السعيد و أشار بعد سؤاله و طلب مساعدته .
و بعد جهدي و جدي لأشهر بين سنابل القمح في تلك السهول ، جمعت ذاك المبلغ و سلمته لجليلنا المبروك و كان قد تجهز للذهاب في حملة من الزوار الى العراق لزيارة الحسين "ع" .
انتظرنا بفارغ الصبر عودة المسافرين من بلاد الفرات و دجلة و كلنا آمال بتعويذة ستحمي ولدنا من قرينة تخطف انفاسه و بعد شهر و نصف من الانتظار ، عاد مولانا حاملاً معه الرقية و التي جعلتنا نحس بقرب الفرج.
كنت اضع ذاك الرصد المغطى بالنحاس المصبوب تحت المخدة دائماً ، و ان سهيت او نسيت مرة ، كان رفيقي يذكرني، و فعلنا ذلك لإيماننا ان الرب ببركة هذا الحصن سيمنح وليدنا الصحة و العيشة. منحني الخالق الحمل و كنت احس بسعادة و اؤمن أن فلذتي سيحيا و يعمر بفضل الكلمات المقدسة المرصودة بذخر ، و هذا ما حدث.
و رزقني الرحمن و من نعمه و ببشارة هذا الذكر المخبوء ثلاث ابناء و بنت و عمروا بهناء ، و كنت اذا مرض احدهم اضع له تحت وسادته هذا الحصن .
و آمن كل جيراني و اهلي بمفعول هذه التميمة حتى انهم استعانوا بها لينجوا من مصائب و وعكات اعترتهم .
وفاء احمد بزي