أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«كوميديا» التعنيف كأسلوب ترويج

الخميس 25 حزيران , 2015 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,678 زائر

«كوميديا» التعنيف كأسلوب ترويج

في إعلان لأحد المنتجات، يتناول مراهق رقائق البطاطا، ويقول لوالده «فوكس يجعلني أرى المستقبل»، فيصفعه الأب على وجهه بقوّة، ويسأله: «هل جعلك ترى هذه الصفعة»، فيكسر نظاراته. يعدّ صنّاع العمل تلك الصفعة نوعاً من الكوميديا، لكنّهم تجاهلوا القانون المصري الذي منع استخدام العنف ضدّ الأطفال. الجدل حول الإعلان أدّى إلى تدخّل جهاز حماية المستهلك لمنعه، بعد اعتراض عدد من المواطنين.

العنف المباشر في إعلان «فوكس»، جاء مخفّفاً في إعلان شاي «العروسة»، من بطولة الممثل عمرو عبد الجليل. محور الإعلان السخرية من بعض الأسئلة الغبيّة، كأن تسأل إحداهنّ سيّدة حامل «إيه، هو انت حامل»، أو أن يسأل أدهم بعد انقطاع التيّار الكهربائي: «هو النور قطع؟». ردّاً على هذا السؤال الأخير، نسمع صوت صفعة قاسية، تتبعها صرخة. كذلك الأمر بالنسبة لإعلان منتج «ماونتن فيو» حيث تتحوّل امرأة إلى وحش أخضر وتبدأ بضرب جيرانها لأنّهم يزعجونها.

يقول المخرج المصري محمد فاروق لـ «السفير»: «هدف الإعلان في النهاية هو البيع وليس نشر قيم أو أفكار، كما أنّ المصريين لا يعتبرون أنّ مشهداً مثل ضرب أب لابنه ترويج للعنف بقدر ما هو كوميديا، ففي الأعمال الدرامية دائما ما يضحك المصريون على مشاهد الضرب.

والمثير للانتباه انه رغم كثرة عدد الإعلانات التي تحتوي على عنف إلا أنّ هذا لم يثر اهتمام مستخدمي السوشل ميديا في مصر، وكأن العنف أصبح شيئاً عادياً لا يدعو للاستغراب أو التعليق. يقول الباحث في علم الاجتماع مصطفى أحمد لـ «السفير» إنّ المصريين شهدوا خلال السنوات الخمس أكبر كمية عنف ودماء في تاريخهم الحديث، وذلك ما نقله الإعلام والدراما للناس في البيوت، بمرور الوقت بات ذلك أمراً عاديّاً. «الأزمة هنا هي أنّ مشاهد العنف لم تعد تستوقف الكثير من المصريين، لدرجة انه يمكنك أن تشاهد معركة في أحد الشوارع المصرية يتم استخدام أسلحة فيها، ومع ذلك وبالقرب منها، ستجد من يمرّون بشكل عاديّ. كذلك الأمر، حين تعرض الإعلانات التجارية مشاهد العنف فيضحك بعدها المشاهد بدلاً من أن يشعر بضيق، وكأن مشاهد العنف باتت مصدراً للبهجة». انتقل ذلك إلى الدراما، إذ أنّ شخصيّة البلطجي تأخذ مساحة كبيرة في المسلسلات وعلى شاشات السينما، وكذلك الأمر في البرامج حيث تقوم بعض برامج المقالب على الضرب المبرح والشتائم.

مصطفى فتحي 

السفير بتاريخ 2015-06-25 على الصفحة رقم 11 – صوت وصورة

Script executed in 0.19995808601379