أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

من ربّ عائلة إلى وحيد بين أربعة جدران... أحمد بيطار أنهكه المرض والفقر

الخميس 15 تشرين الثاني , 2018 11:31 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 19,958 زائر

من ربّ عائلة إلى وحيد بين أربعة جدران... أحمد بيطار أنهكه المرض والفقر

من رجل نشيط يعمل سائق سيارة أجرة لإعالة عائلته، إلى مريض طريح الفراش يمضي معظم أوقاته وحيداً بين أربعة جدران، رفيقه الألم والحسرة على أيام كان فيها بكامل صحته لا يحتاج مساعدة أحد، إلى أن تسلل إليه المرض فجأة، ففتك به رويداً رويداً، ليجد نفسه بحاجة إلى من يعيله ويهتم به... هو أحمد بيطار الشاهد على غدر الزمن وعلى مقولة "دوام الحال من الحال".

مداهمة المرض

على سرير في غرفة صغيرة مليئة بـ"الكراكيب"، كان أحمد (62 سنة) يتمدّد، بعدما خطف المرض من وزنه الكثير. الألم بادٍ على وجهه وصوته، فأصبح التفوه ببضع كلمات يرهقه. طُلب من قريبه الذي يسكن في المبنى نفسه الذي يسكن فيه في حي سعيد غواش في الطريق الجديدة أن يروي معاناته. لم يعلم من أين يبدأ. أمن مأساة أحمد بفقدان زوجته قبل 10 سنوات؟ أم من "إصابته بمرض خبيث في رئتيه لم نطلعه على حقيقته حتى الآن، اذ كل ما يعلمه انه مصاب بديسك في رقبته وظهره أعجزه عن السير". وأضاف: "بين الفترة وأخرى ندخله الى المستشفى لتلقّي العلاج، وبما انه يحمل الجنسية الفلسطينية، فإن الأونروا تغطي جزءًا من التكاليف، إلا أنها مقصّرة معه ومع غيره من المرضى إلى حد كبير".

وحيد وسط عائلته

على الرغم من ان أحمد رُزق بفتيان وفتيات، إلا انه يسكن وحده. ولفت قريبه إلى أن "أولاده يسكنون بالقرب منه، أما بناته فمتزوجات، يقصدون منزله بين الحين والآخر للاطمئنان إليه". يقاطعه أحمد قائلاً: "لدي أحفاد"، لكن من ينظّف المنزل ويهتم به خلال ساعات النهار؟ ومن ينام الى جانبه في الغرفة التي هي كل بيته الى جانب مطبخ وحمام؟ ربما يحتاج شيئاً ويعجز عن القيام به. عن ذلك أجاب قريبه: "هناك عاملات أجنبيات يسكنّ في المبنى ينظفن بيته بين فترة واخرى، أما ليلاً فلا يوجد من يؤانس وحدته. فبعد ان اسس عائلة وجد نفسه وحيداً بين أوجاعه وهمومه".

حين تقسو الحياة

منذ اربع سنوات تغيرت حال أحمد. بدأ المرض يعاركه حتى تمكن من تكبيله بالأوجاع وجعله طريح الفراش. هو اليوم لا يطلب من الحياة سوى الشفاء وتأمين تكاليف العلاج. وقال: "أحتاج شهرياً إلى ما بين 400 ألف ليرة الى 500 ألف ثمن الأدوية، أحاول تأمينها من الأقارب والمعارف. كما أنني امتلك غرفة أجّرتها لعاملات اجنبيات بـ200 الف ليرة شهرياً". وختم: "أقسى ما قد يمرّ به الانسان أن يكون قوياً معيلاً لعائلة وفجأة يصبح ضعيفاً، وحيداً ومحتاجاً، عسى الا يُرغم انسان على تذوق مرارة ما أتذوقه الآن".

أسرار شبارو  - النهار 

https://www.annahar.com/article/898592

Script executed in 0.18826484680176