أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الطيري تفقد ابنها البسيط موسى سالم فقيه: نسيم البلدة العابر مع الوافدين

الأربعاء 13 شباط , 2019 12:57 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 62,763 زائر

الطيري تفقد ابنها البسيط موسى سالم فقيه: نسيم البلدة العابر مع الوافدين
يعرفه الجميع بموسى سالم! إنه من تراث الطيري، والآتي من زمن الكبار. أصابت موسى الحمى وهو صغير، مما أثر على دماغه وطريقة تفكيره، والذي زاد من حالته الصحية سوءً تعرضه لمضايقات من قبل الاسرائيليين أثناء الاحتلال. وكان يشتمهم دائماً، وهم يسخرون ولا يبالون بشتائمه لأنه بنظرهم غير عاقل، وهو الأعقل منهم. اشتهر موسى بوقوفه الدائم على شرفة منزله في بيته القروي في الطيري، بحيث الداخل والخارج من القرية يراه، وكذلك كان يُشارك في جنائز الموتى ويبكي لفقدانهم، ويحييهم وهم بالكفن بالإسعاف على الشرفة، قائلاً: "سلموا على إمي". موسى لم يغادر قريته الطيري أثناء الاحتلال وبقي مع أمه وأخته الحاجة فضة فيها، يشهدون على العمليات البطولية لمجاهدي المقاومة كما حال الكثيرين من اهل القرية الذين لازموها، وكان الشاهد على تحرير القرية ودخول المجاهدين لها واندحار الصهاينة. صعب ربما على الكثيرين أن يتحسسوا وجع اهل القرية الكبير لفقدان موسى لأنه يعني لهم الكثير ولطالما مازحوه وانفجر غضباً بهم. ويذكر بأن موسى إبن عم الشهيدين القائدين غسان وجميل فقيه.
 
ورثت نريمان فقيه المرحوم موسى بهذه الكلمات:
 
ومن لا يعرفُ موسى؟! ومن قال أنه لا يعقل؟! هو ميناء الحقول وظل الطيري، هو ألاعيب الصبية في أيام المر، وسليقة الوديان وبصيرة العمر المضني! إنه ذاكرة السنديان، وشظف العمر. موسى ... يا وجع المارة وانتظارهم !! ونسيم الطيري العابر مع الوافدين... قد أوتيت سؤلك يا موسى، وها أنت جنب والدتك تحت الثرى تخبرها عن الاشتياق... يا تراث الطيري الندي، عن من سنُخبر الأجيال بعدك؟! تموج الأسئلة في بحر الآه، وسؤال حالنا كلما دخلنا القرية من بعدك: "أين موسى سالم أين؟!"... رحمة الله عليك!.
بنت جبيل.اورغ 

Script executed in 0.16565585136414