أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عن رمزي الذي خانه قلبه مرتين.. لا زيارة بعد اليوم أغلقت مواعيد الزيارات...وغادرَ الحبيب

السبت 23 آذار , 2019 11:25 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 41,034 زائر

عن رمزي الذي خانه قلبه مرتين.. لا زيارة بعد اليوم أغلقت مواعيد الزيارات...وغادرَ الحبيب

رَحلَ الماردُ الصلب بطيبته... لم يلوّح بيده في وداعه الأخير...لا زال نائماً في الفراش... سيعود إلى عائلته حتماً سيستيقظ ... فليس من شيمه الفراق... 
انتظروك... ولا زالت ساعتهم تشير إلى نيسان الفائت... هناك وقف الزمن وبدأ الإنتظار عند باب غرفة العناية... العقرب توقف ليلتها لكن دقائق دقات القلب .. عاندت... فأحياها الأمل...أما الآن فلقد توقف الوقت حقاً... ماتت كل الكلمات... ومات الصمت أيضاً... ومات الجميع حزناً...
لكن رمزي لم يمت هو فقط ارتقى إلى حيث يليق به المقام...
رحل رمزي... بعد أن عانقه سرير الألم مدة السنة ... خانه قلبه مرتين... واستسلم عنوةً.. كأنه أراد أن يعوِّدَهم الغياب.. قبل أن يتركهم لرحلة الحياة الأصعب من بعده.. حكايةٌ كاملة بأربعةِ فصول من السنة... ربيعٌ وصيفٌ فخريفٌ وشتاء... وعادَ الربيع وانتظروه ليعود معه... لكن الربيع خذلهم.. لم يجلب لأحمد وبتول وعلي زهرتهم... لقد قطفها قبل الأوان... 
فذبلت وتساقط معها الندى قطراً... أحمد رجُلُكَ الصغير شبَّ على الحزن باكراً..سيظن أن المسؤولية رميت على عاتقه فجأة.. ليكون سنداً لأمه وإخوته... وبتول لا زالت تترقبُ قُبلةَ الصباح قبل ذهابها إلى المدرسة.. أمّا علي فقد سلّمَ يده للريح عساكَ تمسك بها فتعيده إلى الواقع... لقد أفلتَ أيديهم ولم يجتازوا بعد نصف الطريق...كبروا رغماً عنهم وهم يبحثون عنك كل يوم عند باب غرفة المستشفى... لكن لا زيارة بعد اليوم أغلقت مواعيد الزيارات...وغادرَ الحبيب... 
رمزي... لقد كسرت ظهر بنت جبيل بلدتك الثانية.. مدينتك التي أحببتها منذ سبعة عشر عاماً وكنت إبناً باراً لها... انظر لكل تلك البيوت نزَّ الدمع من عينيها... دعوا كثيراً وصلّوا جميعاً لأجلك لكنك كسرت قلوبهم... ما عهدنا الربيع يغدر بأحبته... فلمَ كل هذه القسوة؟!.. 

زهراء السيد حسن - بنت جبيل.اورغ 

 

Script executed in 0.22411108016968