في ظل الأوضاع التي فرضها فيروس "كورونا" المستجد، برزت مبادرات شبابية لبنانية عديدة لها أهمية كبيرة للمساعدة في التخطي ومواجهة هذا الفيروس.
ولطلاب الجامعة اللبنانية حصة أساس، فبعد تطوع طلاب الطب ليكونوا في الصف الأمامي، وبعد ما أطلقت مجموعة من خريجي كلية الهندسة مبادرة لتصميم جهاز تنفس اصطناعي. لم يغفل طلاب علم النفس عن دورهم!
فقد برزت مبادرة لا تقل اهمية وهي تشكيل فريق "الدعم النفسي" من قبل طلاب اختصاص علم النفس في كلية الاداب والعلوم الانسانية، ليقدموا الدعم النفسي ويضعوا امكاناتهم في خدمة المصابين وذويهم والطاقم الطبي المرافق.
وفي حديث لموقع بنت جبيل مع صاحب الفكرة، وهو طالب علم نفس في مرحلة الماستر في الجامعة اللبنانية، حسين حمية شدد على أهمية الجانب النفسي في هذه المرحلة والذي لا يقل اهمية عن الجانب الجسدي إذ يمكن ان يلعب دوراً كبيراً في تعافي المصاب.
وأضاف قائلاً: "اننا نعيش في ظل موجة خوف وهلع كبيرة ولا بد من الالتفات اليوم قبل اي شيء آخر الى الجانب النفسي". وتابع أن ذلك يجب العمل عليه سريعاً بهدف التخفيف من حدة تأثير هذا الفيروس على النفوس ونشر الطمأنينة ليستطيع المريض او عائلته التغلب على هذا المرض والقدرة على محاربته.
وأكد حمية لموقع بنت جبيل أن ما لا يقل عن 350 طالب في مرحلة الماستر من كافة الفروع مستعدون لتقديم كافة الامكانات والوسائل ان كان عبر العمل الميداني او الـ call center للمساعدة وتقديم الدعم المطلوب وكل ذلك تحت اشراف الاساتذة المختصين.
كما تمنى أن يصل صوتهم لرئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب للقبول والسماح لهم عبر موافقة رسمية بالبدء بهذه الخطوة الانسانية الوطنية. وأشار إلى أن العميد أحمد رباح أبدى تجاوباً وانه غداً من المفترض ان يجتمع العميد مع الرئيس ويصدر قرار بهذا الشأن.
مبادرة، اثنان، ثلاثة وأكثر من ذلك يطلقها الشباب اللبناني اليوم ليثبت مرة جديدة أنهم في الأزمات يد واحدة لا تفرقهم لا السياسة ولا الطائفة ولا المنطقة.
ومرة جديدة يثبت الشباب من أبناء الجامعة اللبنانية المعروفة بـ "جامعة الفقراء" انها السباقة بإمكانياتها المتواضعة وطلابها أنهم مبادرون أوائل في خدمة الوطن والمجتمع والانسان في اصعب الظروف وأكثرها ظلمة وخطر.
زينب بزي- خاص موقع بنت جبيل