سياسة ومحليات

بعد إصابته بانفجار بيروت أنقذ حياة سيدة خمسينية من معاناة 15 سنة مع المرض: وهبها كبده ورحل!

عرج بروحه نحو راحة أبدية، لكنه أودع كبده في جسد سيدة، منقذاً إياها من وجع سنوات طوال. هي قصة أحد جرحى انفجار مرفأ بيروت، الذي قبل شهادته، وهب كبده لمريضة لبنانية بعدما عانت 15 سنة مع فشل الكبد.

"9 ساعات من المراقبة الحثيثة استمرت العملية الشائكة"، يقول الدكتور هاشم نور الدين لموقع بنت جبيل. وهو طبيب التخدير والإنعاش في قسم جراحة الكبد وزرع الأعضاء. فالعملية الجراحية أجراها أمس مع الفريق الطبي في مستشفى الرسول الأعظم لسيدة تبلغ من العمر 54 عاماً، وباتت اليوم تخضع لعناية دقيقة ومتواصلة حتى تتعافى تماماً.
يؤكد الطبيب أن لا تفاصيل تعطى عن الواهب، سوى أنه بات شهيداً. فوفقاً للقوانين التي تلتزم بها جمعية وهب الأعضاء اللبنانية، لا يمكن إشهار أي معلومة عن الواهب لأسباب طبية ونفسية تراعي عائلتي الواهب والمتلقي.
وفيما يتعلق بمعايير إجراء العملية بشكل عام، يقول الطبيب لموقع بنت جبيل أنه لا بد من موافقة عائلة الواهب، دون اعتراض أي فرد منهم، معللاً أن الأهل دوماً ينفذون رغبة أو وصية المتوفى. ومن الناحية الطبية أفاد أن زراعة الكبد تشترط تطابق الزمرة الدموية، وأن تكون الكبد سليمة، ولا حاجة لتحاليل إضافية.

حكاية زرع الكبد أنبتت أملا جديداً من صلب ركام الإنفجار...فبيروت لا تموت، بيروت تنبض حياة.
وعن عظمة الموقف كتب الدكتور نور الدين: "رحل الجريح في سفره الطويل، تاركًا كبده في جسد امرأةٍ عليلة، عساه يقلبُ خريف أيّامها ربيعًا مُزهرًا".
داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ