سياسة ومحليات

بلدة مشمش ودعت ابنها الشهيد "جو نون" من فوج اطفاء بيروت الذي قضى الاسبوع الماضي في انفجار مرفأ بيروت

أشارت الوكالة الوطنية للإعلام أنه ودعت بلدة مشمش وبلاد جبيل الشهيد جو طانيوس نون من فوج اطفاء بيروت الذي قضى الاسبوع الماضي في انفجار مرفأ بيروت، في مأتم حاشد.

وترأس الصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار ضوميط في البلدة، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، بحضور المشرف العام على الاخويات في لبنان المطران الياس سليمان، وعاونه كاهن الرعية الخوري طوني حردان ولفيف من الاباء والكهنة.

وحضر صلاة الجنازة رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل سامي الجميل ونائبه الوزير السابق سليم الصايغ، عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سيمون ابي رميا، النائب المستقيل نديم الجميل، رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق الدكتور فارس سعيد، النقيب انطوان خليفة ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس مكتب جبيل الاقليمي في الدفاع المدني شكيب غانم ممثلا المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، الملازم اول هيثم مغربي ممثلا قائد فوج اطفاء بيروت، رئيس البلدية سمعان الخوري واعضاء المجلس البلدي، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، منسق قضاء جبيل في "القوات" هادي مرهج، منسق "التيار الوطني الحر" في القضاء أديب جبران، مختار البلدة جوزف دميان وفاعليات.

عون
بعد الانجيل المقدس، القى المطران عون كلمة قال فيها: "ان الحزن كبير، ليس فقط على الشهداء والابرياء الذين سقطوا في انفجار المرفأ والذين دفعوا الثمن غاليا من اجل الوطن، بل الحزن على لبنان لانه في خضم المأساة الكبيرة ما زال من اخترناهم مسؤولين، ليسوا على قدر المسؤولية، ولم نشعر في العمق ان همهم لبنان وقيامته. لذلك نحن مدعوون في هذه المناسبة، الى مضاعفة صلواتنا وتوسلاتنا الرب من اجل وطننا وقيامته من هذه المحنة".

أضاف: "بالتضامن والحب والمحبة وبالتعالي فوق الجراح والمصالح الشخصية نبني وطننا، والطريقة التي يتصرف بها المسؤولون لا تبني الاوطان بل المصالح والشعبوية".

وتابع: "دجو كان بطلا في كل مراحل حياته، وعلى المستوى الانساني والعائلي والايماني والتزامه الكنسي وفي فوج الاطفاء، فقد كان مؤمنا ومندفعا مع رفاقه في الدفاع عن الناس ملتزما بالمحبة والسلام حتى استشهاده، إنه البطل الذي يبكيه لبنان بأسره".

وقال: "ان خسارته على المستوى البشري لا تعوض لاننا لا نعرف لاي هدف استشهد، وفي كل مرة يكون عطاء الحياة مرتبطا بالمحبة وبالحب لا يمكن الا وان يعطي ثماره كموت يسوع المسيح الذي علق على الصليب ومات لانه كان يحب ويشفي ويرحم، فهو مات لكي يحمل على ذاته كل ظلم العالم وما يتعرض له كل انسان بريء".

أضاف: "نودع شهيدنا على مذبح الوطن الى موطنه الجديد في السماء، فالذين هم مثل دجو لا يموتون بل الموت بالنسبة لهم نهاية مرحلة لتبدأ مرحلة جديدة في الملكوت السماوي لا نهاية لها، حيث لا حزن ولا ألم بل فرح مع الرب يسوع الذي جاء ليعطينا الحياة بشكل افضل".

وتابع: "صحيح اننا جميعا نرافق بالصلاة شهيدنا الى مثواه الاخير ولكن كلنا ايمان بأنه حي في قلب الله، وجسده الذي تمزق جراء الانفجار سيعود سالما لانه سيكون جسدا ممجدا بالانوار السماوية، لان دجو لم يعد مائتا بل حي قائم مع الرب يسوع، وبهذا الايمان الذي حمله في حياته نودعه برجاء كبير، ونطلب نعمة الايمان التي يعطيها الرب للمؤمنين، لعائلة شهيدنا واقربائه ومحبيه ورفاقه لكي يعيشوا هذا الانفصال برجاء على أمل اللقاء من جديد، كما قال القديس شربل لوالدته عندما لم يرها "نلتقي في السماء"، ونحن نؤمن بأننا سنلتقي مع موتانا مجددا في الملكوت السماوي".

وختم: "نصلي في وداع شهيدنا دجو على نية وطننا لبنان ولكي يعمل الرب على إيقاظ كل الضمائر لنعمل جميعا من اجل وطننا، وان لم نأخذ درسا مما حل بنا، فنتضامن ونتعالى على الجراح لن نستطيع بناء وطن".

وبعد الصلاة تقبلت العائلة التعازي من الحاضرين، وألقى الشاعر حبيب ابو انطون قصيدة رثاء، ثم ووري الجثمان في مدافن العائلة.