عربي دولي

"من فضلك دع ابنتي تمُر"..لقطات لوالدة صينية تحاول انقاذ ابنتها المصابة بالسرطان وإخراجها من منطقة الحجر الصحي لفيروس كورونا

كانت الساعة تشير إلى حلول بداية السبت 1 فبراير/شباط 2020. وفي هذه الأثناء، كانت لو يوجين، البالغة من العمر 50 عاماً، تكافح لعبور نقطة تفتيش الشرطة على الجسر الواقع فوق نهر يانغتسي خارج مقاطعة خوبي، التي تخضع فعلياً لحالة إغلاق ضمن مساعي الصين للسيطرة على تفشي فيروس كورونا.

«لو»، المزارعة القادمة من قرية تقع على جانب مقاطعة هوبي من الجسر، كانت تحاول الحصول على تصريح عبور الجسر لابنتها هو بينغ، البالغة من العمر 26 عاماً، والمصابة بسرطان الدم. فقد عجزت الفتاة عن تلقي الجولة الثانية من العلاج الكيماوي في مستشفيات ووهان، عاصمة المقاطعة ومركز تفشي الفيروس، بسبب ارتباكها وازدحامها.

قالت الأم عند نقطة التفتيش: «تحتاج ابنتي الذهاب إلى المستشفى في جيوجيانغ. تحتاج تلقّي دوائها، لكنهم لا يسمحون لنا بالعبور».

في حين توسلت «لو» وبكت أمام الشرطة، جلست ابنتها ملفوفة ببطانية على الأرض، حيث ناشدت الشرطة قائلةً: «أرجوكم، خذوا ابنتي! لا أحتاج أنا العبور، لكن أرجوكم دعوا ابنتي تمُر».

لكن توسلاتها اختفت تقريباً وسط نداءات مكبر الصوت الذي يذيع رسالة مسجلة، مفادها أنه لن يُسمح للسكان بالدخول إلى مدينة جيوجيانغ التي تقع في مقاطعة جيانغشي على الجانب الجنوبي لنهر يانغتسي.

قد أُغلق الجسر إلى حد كبير؛ في محاولة لوقف انتشار المرض الجديد، الذي أصاب 14.380 شخصاً، غالبيتهم في الصين، وأدى إلى وفاة أكثر من 300 شخص.

حاول عشراتٌ عبور نقطة التفتيش في الأيام الأخيرة، ونجح بعضهم في الالتحاق بالقطار الصحيح أو الحصول على تذكرة طائرة مغادِرة من جيوجيانغ اشتراها قبل 24 يناير/كانون الثاني، ولكن كثيرين غيرهم فشلوا في ذلك.

كان هذا هو حال «لو» طوال الصباح تقريباً، إذ كانت تتوسل إلى السلطات لحلِّ قضية ابنتها. وقالت: «كل ما أريد فعله هو إنقاذ حياتها».

بعد ساعة تقريباً من حديثها لوكالة Reuters عند نقطة التفتيش، بدأت الشرطة بالتحرك، حيث أُجريت مكالمات هاتفية، واستُدعيت سيارة إسعاف وسُمح لكلٍ من «لو» و «هو» بالمرور في النهاية.

بينما كانت «هو» تعبر أجهزة التحقق من درجة الحرارة بنقطة التفتيش في طريقها إلى سيارة الإسعاف التي تنتظرها، بدت كأنها تعرج.

المصدر: عربي بوست - رويترز