كتبت الشرق تحت عنوان " "الشرق" تُقابل المرشحة العربية الوحيدة لجائزة نوبل في الطب":
قبل أيام، أعلنت شركة "كلاريفيت أناليتكس" عن قائمة تضم أبرز المرشحين لجائزة نوبل هذا العام، ومنذ نشأتها عام 1989 تُعد تحليلات هذه المؤسسة الأكثر ثقة ومصداقية في توقع الفائزين، إذ تعتمد على نتائج الأبحاث العلمية التي تحظى بأكبر عدد من الاستشهادات.
وضمت القائمة، للمرة الأولى في التاريخ، سيدة أميركية من أصول عربية (لبنانية)، كمرشحة محتملة لجائزة نوبل في الطب عام 2020، هي الدكتورة هدى الزغبي، عالمة الجينات وأستاذة الوراثة الجزيئية والبشرية، في كلية "بايلور" للطب في هيوستن، أكبر مدن ولاية تكساس الأميركية.
في عام 1954 وُلدت الزغبي، بالعاصمة اللبنانية بيروت، ومنذ الصغر أحبت قراءة أعمال شكسبير وجين أوستن، وكانت تنوى دراسة الأدب في الجامعة، إلا أن والدتها أقنعتها بدراسة الأحياء، فالمرأة في الشرق الأوسط، كما قالت في حوار مع "الشرق" عليها أن تختار مهنة تضمن لها الاستقلال والأمن، في حين أن "الكتابة يُمكن أن تأتي جنباً إلى جنب مع العمل".
تقول الزغبي لـ"الشرق" إنها درست علوم الأحياء في الجامعة الأميركية العريقة بمدينة بيروت، وإن صلاتها بـ"لبنان الحبيب"، وفق تعبيرها، لم تنقطع قط، لكنها تضيف: "كنت في زيارة لبيروت منذ 9 أشهر. في العادة أزورها بشكل منتظم حيث لا تزال والدتي والعديد من الأقارب هناك، غير أن الظروف الحالية في ظل وباء كورونا، منعتني من العودة. انفطر قلبي وتحطم حين شاهدت الانفجار الذي لحق ببيروت والدمار الذي أحاق بها".
عندما اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1976، كانت "الزغبي" في عامها الأول بكلية الطب، آنذاك أُصيب شقيقها بشظية، ما دفع والدتها، خوفاً على سلامتهما، إلى إرسالهما للعيش في تكساس، وفي حين كانت الخطة أن تعودا الصيف التالي، حالت الحرب التي استمرت لسنوات دون ذلك.
ومع ارتفاع وتيرة الحرب، توقفت الدراسة في لبنان وأغلقت الجامعة الأميركية في بيروت أبوابها، فقررت الزغبي إكمال دراستها في الولايات المتحدة حتى نالت شهادتها في الطب، قبل أن تلتحق بمستشفى تكساس للأطفال التابع لكلية "بايلور".
تخصصت الزغبي في أمراض القلب عند الأطفال، لكن رئيس القسم مارفن فيشمان أقنعها بدراسة الأعصاب فـ"الدماغ" كما تراه، "أكثر إثارة من القلب"، ومنذ ذلك الحين، انطلقت الزغبي في دنيا الأعصاب.
في عام 1983، بدأت عالمة الوراثة الأميركية اللبنانية بدراسة متلازمة "ريت"، حين قابلت للمرة الأولى حالة لطفلة تبلغ 5 سنوات، فانصب اهتمامها على دراسة تلك المتلازمة، لا سيما أن معظم الحالات التي تعاني من تلك المشكلة كانت في الغالب تحظى بتشخيص خاطئ.
ما لبث نجم الزغبي أن بدأ في الصعود، واشتهرت في الولايات المتحدة بقدرتها على تشخيص المرضى بتلك المتلازمة، ما جذب العديد من المراجعين لمستشفى أطفال تكساس، الأمر الذي أسهم في تكوين خبراتها وزيادة معارفها.
حسب مركز مايوكلينك الطبي، تعد متلازمة "ريت" أحد الاضطرابات الوراثية العصبية ذات التكوين النادر، يؤثر على الطريقة التي يتطور بها الدماغ، ما يؤدي إلى فقدان تدريجي للمهارات الحركية والكلام، ويطال تأثيره الأطفال، وفي المقام الأول، الفتيات.
ولأن أعراض المرض تبدو متسقة ومتشابهة بين المرضى، اعتقدت العالمة هدى الزغبي أن الجينات تُشارك في ذلك المرض، ولذلك انضمت عام 1985 لمجموعة "آرثر بيوديت" للتدريب على علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية، ثم أسست لاحقاً معملها الخاص لدراسة الأمراض الجينية.
لقراءة المقال كاملاً: الشرق