كشفت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية" أنّ مستويات سياسية تلقّت في الساعات الماضية، تقاريرا من العاصمة الفرنسية تعكس امتعاضاً وغضباً شديدين في الايليزيه، وعودة بعض المسؤولين الفرنسيّين الى "التقريع" علناً بحق المسؤولين في لبنان، والحديث علناً عن إحباطهم من قادة لا يتحلّون بالحدّ الادنى من المسؤولية تجاه وطنهم، ويصرّون على اعدام الفرص وتعطيل كل جهود الحل، والمضي في منحى خيانة مصلحة بلد يعاني وضعاً مأساوياً ويوشك أن ينهار.
وبحسب المصادر، فإنّه يستنتج من تلك التقارير، بأنّ الاوساط الفرنسية الرسمية، تكاد تتمنى لو أنّ الرئيس ماكرون يصل الى بيروت الثلثاء (22 كانون الاول الحالي)، ولا يجد احداً من المسؤولين اللبنانيين في استقباله، وفي ذلك تعبير عن مستوى الغيظ الذي يسود إدارة ماكرون".
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر دبلوماسية من باريس لـ"الجمهورية"، عن استياء بالغ في الايليزيه من السجال السياسي العنيف بين الرئيسين عون والحريري، وانّ محاولات فرنسية جرت في الايام الاخيرة لاحتوائه ولكن من دون ان يُستجاب للمسعى الفرنسي.
الّا انّ المصادر لفتت في السياق نفسه، الى انّ الرئيس ماكرون متمسك بمبادرته، وفق خارطة الطريق التي تتضمنها، على اعتبار ان لا بديل عنها، وهو سيؤكّد في بيروت - وفي نبرة لم يعهدها اللبنانيون من قبل وربما اقسى من تلك التي اعتمدها في مؤتمره الصحافي، ووصف فيها القادة اللبنانيين بالخونة - انّ المبادرة الفرنسية هي الحل، ولا بدّ من الإسراع في تنفيذها والالتزام الفعلي بمقتضياتها، خلافاً لما هو قائم حالياً في لبنان من تجاوز متعمّد لروح هذه المبادرة واضافة شروط خارجة عليها.