كيفما التفت في بيروت وضواحيها هذه الأيام، لا بد أن تصادف عربة "توك توك" أمامك؛ المشهد الذي لم يكن مألوفاً حتى الأمس القريب، إلا ان ظروفا اقتصادية فرضته بقوة، فتحول الى خط دفاع "معيشي"، ومصدر رزق.
يُعرف "التوك التوك" بأنه وسيلة النقل الأهم في البلدان المكتظة، خصوصاً تلك التي تقع تحت خط الفقر سواء في آسيا او إفريقيا، إلا أن لتلك العربة الصغيرة في لبنان دورٌ أبعد من ذلك، يعكس تحدياً للظروف المعيشية.
فإلى جانب اعتماده كوسيلة لنقل الركاب في بعض القرى البقاعية والشمالية، فإن "التوك توك" يُستخدم في معظم الأحيان مؤسسة تجارية متنقلة، كمطعم صغير متنقل، أو "كشك" لبيع القهوة، لا سيما في ضواحي العاصمة بيروت.
"التوك توك حلّ أزمتنا الاقتصادية الى حد كبير"، هذا ما قاله أحمد المصري صاحب شركة لبيع عبوات المياه للمواطنين في بيروت، مشيرا إلى أن "وسيلة النقل هذه توفر البنزين كونها تعمل على الكهرباء، وتتفادى زحمة السير".
لكن المصري شكا من أن استمرار تدهور قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، قد يجعل "التوك توك" باهظ التكلفة، لأنه مستورد من الخارج، وبالتالي شراؤه يُحتسب بالدولار أو ما يعادله بالليرة وفق سعر الصرف بالسوق الموازية.
يبلغ سعر "التوك توك" نحو 1500 دولارا كحد أدنى لكنه يصل إلى 3500 دولار حسب حجمه وتجهيزاته، كما أنه يحتاج كل عام تقريباً إلى صيانة وقطع غيار، ومن بينها البطاريات التي يبلغ سعرها 350 دولاراً.
لا إيجار شهري ولا ضرائب مالية ولا فواتير كهرباء، هذه بعض ميزات "التوك توك"، لذلك بات كثيرون يفضلون استخدامه كمطعم متنقل، بعكس المؤسسات التقليدية التي تحتاج الى رأس مال كبير، حسب أديب قباني صاحب شركة متخصصة بتجهيزات عربات "التوك توك".
وقال قباني للأناضول، إنه في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر فيها البلاد، بات "التوك توك" مصدر رزق كثير من العائلات اللبنانية، فهو يستخدم كمطعم صغير أو لبيع المثلجات أو الذرة المشوية وغيرها.
ومقارنة ببعض الدول الأخرى، فإن استخدام "التوك توك" في لبنان كوسيلة لنقل للركاب، ما يزال على نطاق محدود، خصوصاً أن هذة الآليات ليس مرخصاً لها بعد لنقل الركاب، لكنها تستخدم أكثر في نقل البضائع.
وإذا كانت الإجراءات الوقائية في ظل جائحة كورونا قد حرمت المحتاجين من الإفطارات الجماعية، فإن "التوك توك" شكّل حلاً لذلك، من خلال إيصال الوجبات الى منازل هؤلاء.
لقراءة المقال كاملا: الاناضول