تشكّل عربات وبسطات العصائر في شهر رمضان المبارك، باب رزق للكثير من الشباب وكبار السنّ والعاطلين عن العمل، اذ تنتشر في مختلف الشوارع الرئيسية وعند المستديرات، وتغزو الاحياء الشعبية في صيدا بهدف تأمين قوت اليوم، في ظلّ الازمة المعيشية والاقتصادية الخانقة التي حوّلت الكثير الى عائلات تحت خط الفقر المدقع بسبب الغلاء وارتفاع الاسعار، وجعلتها تبحث عن اي فرصة عمل لسدّ رمقها من دون الحاجة الى ذلّ السؤال.
الشاب كامل فرّان واحد من هؤلاء الباعة الموسميين، بصوته القوي ينادي على عصائره عند قارعة الطريق وسط السوق التجاري، وهو يعرض قناني الجزر والفريز والليموناضة، ويقول لـ "نداء الوطن": "انني أعمل في مقهى شعبي ولكن في رمضان يقفل ابوابه نهاراً، فأردت أن اكسب قوت يومي وقرّرت بيع العصائر لانها مطلوبة في هذا الشهر الفضيل".
قرب كشك خشبي صغير يجرّه بواسطة عجلات صغيرة يومياً من منزله، يقف فرّان على مدى ست ساعات، من الحادية عشرة صباحاً حتى الخامسة عصراً، ويقول: "ابيع يومياً ما بين 15 الى 20 قنينة عصير، فأكسب رزقي وأحمد الله على نعمه، فالناس لا تجد شيئاً لتأكله"، مشيراً الى أنّ "قنينة الجزر تباع بـ 13 الفاً، والليموناضة بـ 10 آلاف، والفريز بـ 15 الفاً، وكلّ يشتري حسب قدرته"، قبل أن يستدرك "البيع تراجع كثيراً بسبب ارتفاع الاسعار، كان الزبون يشتري نوعين من العصائر يومياً، الآن بات يشتري نوعاً واحداً وكلّ بضعة ايام".
ولا يخفي فرّان اعتماده نمطاً جديداً صارماً في حياته، يقوم على التقشّف منذ انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، فهو متزوج ولديه ابنة، ومنزله بالايجار، يتساءل "ماذا يفعل عامل مياوم مثلي، واليومية بالليرة اللبنانية وبالكاد تسدّ ثمن الطعام والشراب واحتياجات ابنتي الصغيرة، الله يعين الفقير".
لقراءة المقال كاملاً: محمد دهشة - نداء الوطن