مقالات

سهى خريجة جامعية تبيع "المحارم" على العربة في بيروت... قررت تحدي الظروف ونظرة المجتمع: "لأن الشغل مش عيب والشارع ليس حكراً على الرجال دون النساء"

"لأن الشغل مش عيب"، انطلاقاً من هذا المبدأ بدأت سهى فقيه قصتها مع "بسطة المحارم".

ابنة الـ 21 ربيعاً، خريجة الجامعة اللبنانية، أبت أن تجلس وتكتف أيديها حسب تعبيرها. وبما أنّ البلد لا يعطي مجالاً كبيراً قررت أن تبدأ من مكان ما فكانت الوجهة نحو العربة.

"ما بدي ضل حمل ع أهلي، بدي ساعدهن وساعد حالي"، بهذه الكلمات تجيب سهى عن السبب الذي دفعها للقيام بخطوة "جريئة" كهذه، فعمل المرأة في الشارع لا زال محط ذكورية كثر.

وفي حديث مع موقع بنت جبيل، روت هذه الشابة تجربتها وأكدت أنّها لن تقف عند هذا الحد وما هذه إلا البداية. 

ووصفت أنّ الإقدام على هذا العمل لم يكن سهلاً، وأنّ الساعة الأولى لها في الشارع كانت من أصعب الأوقات فردات الفعل كانت متباينة. بعضهم كان مصدوماً وآخرين كانوا يشجعونها بإبتسامة أما جزء لا يستهان به فكان يتحسر على الحال الذي وصلنا إليه.

وتضيف سهى أنّها كانت تريد أن تبيع العرانيس أولاً ولكن رأس مالها لم يسمح لها. بعدها فكرت بأقل الأشياء كلفة وأضمنها، فليس بالإمكان تحمل أي خسارة، فتوجهت نحو المناديل الورقية.

وعن تقبل الأهل والمقربين، قالت أنّ شقيقاتها ووالدتها قمن بتشجيعها ولكن أشقائها الشبان كان لديهم خوف وتحفظ على الأمر كونها ستجر العربة ولكن بعد أنّ أثبتت أنّها تستطيع وأنّ ذلك سيشكل لها دافعاً قاموا أيضاً بتشجيعها.

رغم ذلك تؤكد هذه الشابة أنّها لن تتخلى عن طموحاتها وأنّها تستحق عملاً يوازي خبرتها وتعبها وكل ذلك ولكن الإنسان يبدأ من الصفر.

بحديثها تؤكد سهى أنّها تريد تحدي المجتمع وأعرافه البالية لتثبت أنّها تستطيع أن تعمل حتى في الشارع، "فالشارع ليس حكراً على الرجال دون النساء".

تجر عربتها التي تبيع عليها المناديل الورقية، تضعها تحت شجرة في إحدى شوارع بيروت وتجلس هذه الشابة بإنتظار رزقتها. وفي وقت موازي تجر إصرارها وتحديها لكل ظرف وتفكير حاملة مسؤولية كبيرة مثبتةً أنّ الحل اليوم ليس بالإستسلام و"النق".

(عنوان العربة: أوتستراد السيد هادي نصرالله مقابل حلويات السلطان)
 

زينب بزي- بنت جبيل.أورغ