كتب منير قبلان في موقع احوال ميديا: موسم قطاف الزيتون بات قريبًا، ومعه بدأت العائلات المزارعة بالتحضر للمباشرة بقطف زيتونها، منه ما يؤخذ للتموين، ومنه ما يؤخذ للمعاصر لإنتاج زيت الزيتون، لكن هذا العام سيكون مشابه للعام الفائت من حيث ارتفاع كلفة إنتاج تنكة الزيت، وبالتالي سترتفع معها سعر التنكة إلى أضعاف ما كانت عليه.
مشاكل العام الفائت لا زالت نفسها من أسعار الغالونات وتصليح المعدات وقِطَع غيار الماكينات فكلّها بالدولار الأميريكي، لكن هذه المشاكل لم تقف هنا وإنما تطوّرت، وفق ما أكّد حسن قنديل وهو صاحب معصرة زيتون في بلدة برج قلاوية جنوب لبنان، فعلى سبيل المثال تفاقم أزمة الكهرباء، ففي ظل انقطاع التيار الكهربائي والتقنين الحاصل في الاشتراك، تقوم المعاصر بتشغيل مولّداتها الخاصة من أجل استمرارية العمل، وطبعًا مادة المازوت مفقودة، لذلك يضطر أصحاب المعاصر لشرائها من السوق السوداء اليوم بقيمة 300 ألف ليرة لبنانية للصفيحة، ومع الكلام عن رفع سعرها رسميًا في الساعات القادمة من 106000 ليرة إلى 250 ألف ليرة، سترتفع أيضًا أكثر من ما هي عليها اليوم في السوق السوداء، وكل 4 ساعات نحن بحاجة إلى صفيحة مازوت لتشغيل المولدات، ومقارنة بالعام الماضي كان المازوت متوفر بشكل طبيعي وكان سعر الصفيحة 18 ألف ليرة، وبهذا تكون الكلفة ارتفعت بشكل كبير على المزارع وعلى المعصرة.
وأشار قنديل إلى أنّ أجرة العاملين في قطف الزيتون وفي العمل داخل المعصرة ارتفعت أيضًا، ففي العام الماضي كانت أجرتهم 60 ألف ليرة في اليوم، أمّا الآن فأصبحت 150 ألف ليرة، والسنة الماضية كان الدولار ب8000 ليرة، واليوم تضاعف سعره، لافتًا إلى أنّ تكلفة التنكة على المزارع 80 دولار بين الأسمدة والتشحيل والرعاية والقطف وعصر الزيتون، ففي السنة الماضية كان سعر تنكة الزيت 500 ألف، ومن شهر ونصف وصل سعرها إلى مليون ومئتي ألف ليرة، متوقّعًا أن يصل سعرها من مليون ونصف إلى مليوني ليرة.
الكلام عن عدم قدرة المزارعين عن قطف محاصيلهم وعصر الزيتون هذا العام غير واقعي لعدّة أسباب، أوّلها أنّ بيع محاصيل الزيتون وإنتاج الزيت هو مصدر رزق المزارع وينتظره كل عام ليجني منه المال، كذلك لتلبية زبائنه كما في كل عام، ولكي يبقى معتَمَدًا لديهم لشراء الزيت منه، وكل زبون سيشتري حسب قدرته، هناك زبائن باستطاعتها أن تشتري نفس الكمية التي كانت تشتريها الأعوام الفائتة، وهناك زبائن بسبب الوضع ربما ستشتري كمية أقل، لكن بكلّ الأحوال الجميع سيشتري الزيت كونه مادة أساسية، وأكبر دليل على ذلك نفاد المخزون من زيت العام الماضي بشكل نهائي، ونحن ننتظر الموسم الجديد، وفق ما أكّد قنديل.
كما كل شيء في لبنان، كل قطاعٍ يصارع من أجل البقاء والصمود حتى تنتهي الأزمة، وسيبدأ موسم قطف الزيتون في القريب العاجل وستدور معها محركات المعاصر لإنتاج الزيت للسوق المحلي والعالمي، على الرغم من كلّ الهزّات التي طالت هذا القطاع.
المصدر: احوال ميديا