كشفت وسائل إعلام "إسرائيلية"، الأربعاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن كواليس لقاء محمود عباس وبيني غانتس، في أول زيارة علنية يقوم بها الرئيس الفلسطيني لإسرائيل منذ 11 عاماً.
ففي الوقت الذي تتعرض له قرى ومدن فلسطينية لهجمات المستوطنين بشكل يومي، التقى محمود عباس، مساء الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول، بيني غانتس، في منزل الأخير، قرب مدينة تل أبيب، وفق ما أعلن عنه مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، في بيان، وأكده مسؤولون فلسطينيون، وسط انتقادات مع المعارضة الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية.
تعهدات أبو مازن لغانتس
إذاعة "كان" الإسرائيلية نقلت عن مصادر فلسطينية قولها إن محمود عباس أوضح أنه "لن يسمح بممارسة العنف واستخدام الأسلحة النارية ضد الإسرائيليين "بغض النظر عن طبيعة العلاقات بين السلطة وإسرائيل".
بينما تعهد عباس بالاستمرار على هذا النهج طالباً مع ذلك ببذل الجهود لمنع الاحتكاك قدر المستطاع بين مستوطنين وفلسطينيين في الضفة الغربية.
فيما قال مراسل موقع "والا" الإسرائيلي: "وزير الجيش بيني غانتس قال لأبو مازن إن هناك انخفاضاً في عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد المقاومة في الضفة، ويجب عليهم العمل أكثر".
وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أنّ هذه الزيارة الأولى لأبو مازن داخل إسرائيل مع شخصية إسرائيلية رفيعة منذ 11 عاماً، تم التنسيق لها مع مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
كما أضافت إذاعة "كان" أن غانتس قدم الشكر لأبو مازن لقيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتخليص الشابين الإسرائيلييْن من محاولة الفتك بهما في رام الله مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
حضر لقاء محمود عباس وبيني غانتس من الجانب الفلسطيني أيضاً رئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.
ابن بيني غانتس في الاجتماع!
من جهة أخرى كشفت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصدر فلسطيني أنه خلال لقاء محمود عباس وبيني غانتس، "دخل الابن فجأة، وعرّفه وزير الجيش على أبو مازن وأخبره بأن ابنه مجند في الجيش، أجاب أبو مازن: آمل أن يخرج السلام من هذا البيت".
فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية أن ابن غانس كان يرتدي "الكلسون".
فيما كشف مراسل إذاعة "كان" العبرية، أن غانتس أهدى الرئيس الفلسطيني قنينة "زيت زيتون إسرائيلي"، حسب وصفه.
نفس المصادر أشارت إلى أنه عملياً تم التعامل مع محمود عباس من قبل غانتس "كما يتم التعامل مع وكلاء الاحتلال"، التقيا في منزل غانتس كنقطة لا يمكن للإعلام توقعها.
إذ تم التمويه قبل اللقاء بأنه لن يحصل، وإن تقرر إجراؤه، فسيكون في رام الله، لكن اللقاء عُقد في منزل غانتس وزير الجيش، "ومن هناك استلم عباس الأوامر مع هدية متبادلة"، حسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
انتقاد لقاء محمود عباس وبيني غانتس
بينما انتقدت المعارضة الإسرائيلية لقاء محمود عباس وبيني غانتس، ورأى الليكود أن ما سمّاها حكومة بينيت الإسرائيلية الفلسطينية تعيد أبو مازن والفلسطينيين إلى جدول الأعمال.
بحسب بيان صادر عن الحزب فإن تقديم تنازلات خطيرة على أمن إسرائيل هو مسألة وقت ليس إلا.
جاء من "هتسيونوت هدتيت" أن بينيت وحكومة اليسار يعيدان أوسلو إلى الصدارة وعباس إلى الواجهة بعد عشر سنوات من تحويل اليمين رئيس السلطة الفلسطينية "إلى شخصية ليس بذات مغزى وغير مرغوب فيها في العالم وحذف خطاب تقسيم أرض إسرائيل من الأجندة العامة وإقامة دولة إرهاب في وسطها".
بدورها وصفت حماس لقاء محمود عباس وبيني غانتس بأنه طعنة في ظهر الانتفاضة في الضفة الغربية، وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن سلوك قيادة السلطة هذا يعمق الانقسام السياسي الفلسطيني.