كتبت صحيفة الأخبار: زار الرئيس السوري بشار الأسد دولة الإمارات على رأس وفد رسمي، في خطوة لافتة من شأنها دفع العلاقة السورية ـــ الإماراتية إلى بعد جديد.
الزيارة التي جرى الترتيب لها قبل وقت طويل، منذ استقبال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في دمشق (تشرين الثاني 2021)، بدت إعلاناً من الطرفين أن تعاونهما المشترك لم يعد رهينة حسابات إقليمية ودولية.
وجال الأسد، الذي وصلت طائرته إلى مطار دبي الدولي، مع الوفد المرافق له على استراحة المرموم في دبي، حيث التقى حاكم دبي محمد بن راشد، ونائبه منصور بن زايد، ومستشار رئيس الإمارات أنور قرقاش، وشخصيات أمنية؛ ومن ثم انتقل إلى قصر الشاطئ في أبو ظبي، حيث التقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد ووزير الخارجية عبد الله بن زايد.
وخلال استقباله الأسد في أبو ظبي، قال ابن زايد إن «سوريا الشقيقة تعدّ ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي وإن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية».
ورافق ابن زايد الأسد إلى مطار البطين في أبو ظبي، حيث غادرت الطائرة التي أقلّته إلى دمشق.
البيانات الرسمية التي خرجت عن اللقاءين ركّزت في معظمها على إظهار الزيارة «فاتحة» لتعزيز التعاون بين الطرفين؛ غير أن اللافت في ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية عن لقاء الأسد ـــ ابن زايد، كان تأكيد الطرفين «الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية، إضافة إلى دعم سوريا وشعبها الشقيق سياسياً وإنسانياً للوصول إلى حل سلمي لجميع التحديات التي يواجهها».
الحديث عن دعم إماراتي سياسي وإنساني لسوريا، والإشارة إلى انسحاب القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها، يحمل في طيّاته «رسالة تمرّد» إماراتية على موجة إعلامية أميركية تحاول الضغط على دمشق والأسد، من بوابة تموضعه خلف موسكو، في ظل استقطاب دولي كبير بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
هذا المسار الإماراتي بدأ قبل مدة طويلة، لكن تظهيره بقي خجولاً؛ غير أن تموضع الرياض وأبو ظبي، إزاء الكباش الأميركي ـــ الروسي الحالي من جهة، والدخان «شبه الأبيض» في محادثات فيينا من جهة أخرى، أفسحا مجالاً أوسع للعبور على طريق الشام ـــ أبو ظبي.
وعلى خلاف الزيارات الأخيرة التي أجراها الأسد إلى طهران وسوتشي، كان لافتاً حجم الوفد السوري المرافق له في الإمارات، إذ ضم وزير الخارجية فيصل المقداد، ونائبه بشار الجعفري، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام.
وجاءت الجولة الرئاسية بعد زيارة وفود حكومية عدّة الإمارات، تزامناً مع معرض «إكسبو 2020» في دبي، وافتتاح جناح سوري ضمن المعرض بدعوة من الجانب الإماراتي وتسهيله وتمويله.