فيما تتكشّف يوم تلو آخر، فضائح جديدة عن احتكار الطحين وبيعه لغير مستحقيه، تزامناً مع الصطفاف المواطنين طوابير طويلة بانتظار دورهم للحصول على ربطة خبز، إذا تيسّر، وأيضاً غداة التهديد بـ»الدم»، إذا لم يجد المواطن ما يقتات به من كسرة خبز، صدمتنا أوّل الأمر صورة بيع الخبز بالرغيف، فقلنا «حسبي الله ونعم والوكيل»، ليليها صورة أكوام ربطات الخبز المرمية إلى جوار مستوعبات نفايات في بعبدا، ليتكرّر المشهد اليوم في صيدا، وتتلوّن أرغفة الخبز المتراصة في الربطات بـ»أخضر العفن»، الذي تآكلها بعدما حُرمت منها أمعاء المواطنين.
ففي أحد الشوارع بالقرب من السراي الحكومي في عاصمة الجنوب صيدا، تراكمت العشرات من ربطات الخبز المرقوق المعفّنة، بعدما مضى على إنتاجها ردح من الزمن، حتى فقدت صلاحيتها لإطعام الحيوانات، فرُميت والجوع يعتصر بطون المواطنين.
هذا المشهد، مرّة جديدة يلقى موجة واسعة من السخط والانزعاج من المارة، أو المواطنين الذين عاينوا الخبر عبر وسائل التواصل، معبّرين عن استيائهم لرمي الخبز في وقت تبيت عائلات كثيرة دون أن تتمكن من الحصول على ربطة خبز، ومطالبين وزارة الاقتصاد بتشديد الرقابة على السلع الحيوية للمواطنين وأهمها الخبز.