هو من آخر سنديانات بنت جبيل المُعمرة التي ظللت في فيئها عائلة كبيرة. عن عمر ناهز المئة عامٍ من الكبر والطيب والمحبة ودعت بنت جبيل ابنها الحاج أحمد محمد سعد (أبو علي). تودعه المدينة وقد نُقش وجهه بـ97 عامًا كللها بالسعي والكد.
فالراحل "كندرجيٌّ" عتيق، عمل سابقًا في مهنة صناعة الأحذية التي لطالما كانت مهنة الكادحين.. الذين حركوا اقتصاد المدينة على مر عقود من الزمن.
كان الراحل يؤنس الجلسات بروحه المرحه. يعرفه الجيل السابق بالودود الذي كان يصبغ جمعات رفاقه بالتسلية بعد نهار متعب. يحدّث هذا ويساير ذاك في قهوة قديمة كانت في محلة البركة.
تخسره بنت جبيل اليوم رجلاً من جيل الأصفياء وقد ودعه الأهل والأحبة بمأتم حاشد، ووري ثرى مدينته التي أحب. ما يبسلم ألم الفقد هو أنه رحل مطمئنًا، سيبقى ذِكره موسومًا بالدفء والمحبة في سجل أبناء بنت جبيل، الذين مضوا، إلى دار الخلود.
بنت جبيل.أورغ