أشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أنّ شبح الموت يهيمن يومياً على طرق لبنان ويفتك بأبنائه وتزهق أرواح عدة عليها يومياً، لأسباب مختلفة منها غياب الإنارة وما آلت إليه أوضاع الإشارات التحذيرية والمرورية والطرق الفرعية والرئيسية.
منذ أيام قليلة، خسر لبنان الفنان جورج الراسي ومديرة أعماله في حادث سير مروع وقع على طريق المصنع فأبكى أهله ومحبيه ومعجبيه في لبنان والوطن العربي.
وبحسب إحصاءات غرفة التحكم المروري التابعة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، بلغت حصيلة الضحايا في الحوادث المرورية حتى منتصف آب الفائت 180 قتيلاً ونحو 300 جريح، وهو رقم كارثي دفع بالجمعيات والجهات المعنية في لبنان إلى رفع الصوت عالياً في سبيل التحذير من المأساة المرجح استمرارها وتدهورها، في ظل الظروف المأسوية التي يشهدها لبنان على كل الصعد وانهيار عملته الوطنية أمام الدولار الاميركي.
وطالت هذه الأزمة الطرق، بحيث تراجعت صيانتها وتجهيزها من كل النواحي، فالطريق الرئيسية التي تربط مرجعيون بالنبطية تشهد حوادث عدة اسبوعياW، إذ يتفرع منها مفترقاً طرق، هما مدخل بلدة ديرميماس الشمالي ومثلث ديرميماس القليعة برج الملوك، حيث لا إشارات سير أو مرايا أو أي تنبيه أو تحذير، وفي هاتين النقطتين وقعت حوادث عدة.
وبعد شكاوى عدة وارتفاع عدد الحوادث، رفع قائمقام مرجعيون وسام الحايك كتابا الى محافظ النبطية منذ عام 2019 للاطلاع، ورفعه بدوره إلى وزارة الاشغال العامة والنقل لإجراء ما يلزم حفاظاً على السلامة العامة.
ألا يكفي المواطن اللبناني وقوعه في كابوس الازمات المالية والاقتصادية والسياسية، التي تدفع بالعائلات إلى حافة الهاوية؟ الا تكفيه هجرة اكثر من 40% من شاباته وشبابه إلى بلاد الاغتراب؟ فهل عليه أن يعيش كابوس خوف خسارة أحبائه على الطرق التي باتت أخطر من ميادين الحرب؟
(الين سمعان- الوكالة الوطنية)