أخبار بنت جبيل

عن "جبل الصبر" وبطل السبعينيات الذي ذرف عمره حزنًا على ابنه الشاب.. بنت جبيل تودّع ابنها ماجد شرارة (أبو وسام)

استراح "جبل الصبر"، وراح ليجني ثمار حِلمه ونضاله وتحمّله.. عن ماجد شرارة نتحدث، ابن بنت جبيل الذي ودعته المدينة اليوم، بعد عمرٍ ملؤه التعب.
هنا في بيته في الوادي تجمع الأهل والأحبة، جلسوا يستذكرون مواقفًا طيبة للراحل ولوحوا له حُبا.. في الوداع الأخير. فهنا استقر في حياته وكأنه بنى "بيت أحزانه" وكلله بالرزع، متأثرًا بوفاة ابنه الشاب وسام في حادث سير مروع منذ زمن.
حزنٌ رافق أبو وسام طيلة حياته. ثم توفيت زوجته بكورونا.
تشهد له بنت جبيل أنه كان في شبابه مقدامًا في ساحات البطولة، سطر اسمه بين قدامى المناضلين في سبعينيات القرن الماضي دفاعًا عن المدينة.
وبعدها حمل في جسده جرحًا من أثر الحرب الإسرائيلية. يمر الموكب بجسده لآخر مرة بين الوادي والبركة، حيث كان يمشي هادئًا هانئًا بسلامات الأحبة كيفما دار.
وأبو وسام كان قد افتتح محلًا للخضار لبرهة من الزمن، ويشهد له من عرفه كم كان معطاءً يسخى ولو بخسارة مادية، فحرامٌ عنده أن تتكدس وتتلف الخضار.
وفي آخر مشوار التحمّل بعد وفاة زوجته بكورونا، أثقل جسدَه السرطان. أبو وسام الأب والجد، تجرع جلسات العلاج مستمدًا قوّته من ابنتيه.. وقد آثرتا دعمه بالحب والدعاء إلا أن المرض طغى. وقضت مشيئة الخالق أن يرحل مطمئنًا إلى دار الخلود حيث جني الثمار والراحة الأبدية.
داليا بوصي 
تصوير ومونتاج علي شعيتو