قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة؛ إن الكرة الأرضية ستشهد يوم الثلاثاء، خسوفاً كلياً للقمر وهو الثاني والأخير هذه العام 2022، وسيكون مشاهدًا في معظم آسيا وأستراليا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية والوسطى وستدوم مراحله كافة 5 ساعات و54 دقيقة، لكنه غير مشاهد في سماء السعودية أو الوطن العربي لأن الوقت سيكون نهاراً والقمر تحت الأفق محلياً بحسب صحيفة "سبق".
وأضاف: الخسوف الكلي يحدث عندما يتحرك القمر من الغرب إلى الشرق عبر ظل الأرض عندها سيأخذ القمر اللون النحاسي أو الأحمر الغامق عند الذروة العظمى؛ علماً بأن اللون يعتمد على حالة الغلاف الجوي للأرض ويمكن رؤية ذلك بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام أدوات رصد خاصة.
وتابع: بالتزامن مع خسوف القمر ستشهد أجزاءٌ من آسيا وأمريكا الشمالية (غير مشاهد في الوطن العربي) حدثًا سماويًا نادرًا، حيث سيتحرّك القمر المخسوف أمام كوكب أورانوس ويحجبه بشكلٍ مؤقتٍ في حدث يسمى الاحتجاب، ويمكن رصد الظاهرة بوساطة المنظار أو تلسكوب صغير في تلك المناطق.
وأردف: سيحدث خسوف القمر ما بين الساعة 11:02 صباحًا إلى 04:56 عصرًا (08:02 صباحًا إلى 01:56 ظهرًا بتوقيت غرينتش) وسيكون القمر في داخل ظل الأرض (مرحلة الخسوف الكلي) لمدة ساعة و25 دقيقة، في حين سيكون إجمالي مدة الكسوف الجزئي 3 ساعات و40 دقيقة.
خلال هذا الخسوف سيكون القمر بعد 10 أيام من وصوله نقطة الحضيض وقبل 6 أيام من وصوله نقطه الأوج، لذلك عند ذروة الخسوف العظمى سيكون القطر الظاهري للقمر أقل بنسبة 2.5% من المتوسط.
وقال: بشكل عام مراحل الخسوف ستكون في التوقيت نفسه، حيث سيبدأ القمر بالدخول إلى منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة 11:02 ص (08:02 ص بتوقيت غرينتش) وهذه المرحلة عادة لا تكون ملاحظة لأن قرص القمر سيبقى مضاءً بالكامل.
بعد ذلك سيبدأ الخسوف الجزئي مع بداية دخول القمر إلى منطقة ظل الأرض الخسوف الجزئي عند الساعة 12:09 ظهراً (09:09 صباحًا بتوقيت غرينتش) ويبدأ قرصه يفقد الضوء تدريجياً، وفي هذه المرحلة سوف يُرى شكل ظل الأرض (المقوس) على القمر وهي إحدى الطرق القديمة في إثبات كروية الأرض.
وأضاف: سيتبع ذلك بداية الخسوف الكلي مع دخول كامل قرص القمر في ظل الأرض عند الساعة 01:16 ظهراً (10:16 ص بتوقيت غرينتش) وتعد مرحلة الخسوف الكلي مهمة بسبب تأثير الغلاف الجوي للأرض في تشكيلها. فلو أن الكرة الأرضية لا يوجد حولها غلاف جوي، فإن القمر في مرحلة الخسوف الكلي سوف يكون أسود تماماً، إلا أنه يتحول إلى اللون الأحمر، والسبب في ذلك أن أشعة الشمس غير المباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر، لكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق ويتبقى الطيف الأحمر والبرتقالي القاتم، إضافة لذلك يقوم الغلاف الجوي للأرض بجعل كمية من ضوء الشمس تنحني وتصل إلى القمر وتجعله مضيئاً.
وتابع: القمر أثناء الخسوف الكلي يمكن أن يأخذ اللون الأحمر الغامق إلى البرتقالي البرّاق والأصفر، وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي حول الأرض، لذلك هذا يخضع للرصد المباشر.
واستطرد: خلال الدقائق الأولى لبداية خسوف القمر الكلي يمكن رصد ظهور لون (أخضر مزرق) على إحدى حواف القمر، والسبب في ذلك اللون أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر ويمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر، وسيتكرّر ذلك في الدقائق الأولى بعد نهاية الخسوف الكلي أيضاً.
ولفت إلى أن الخسوف الكلي سيصل ذروته العظمى عند الساعة 01:59 ظهراً (10:59 صباحًا بتوقيت غرينتش).. يعد هذا الخسوف الكلي مركزيًا مما يعني أن قرص القمر يمر فعليًا عبر محور ظل الأرض وأثناء الخسوف سيكون القمر في اتجاه كوكبة الحمل. بعد ذلك سيصل القمر لحظة البدر المكتمل عند الساعة 02:02 ظهرًا (11:02 صباحًا بتوقيت غرينتش) وسيكون أكمل نصف مداره حول الأرض هذا الشهر. ستنتهي مرحلة الخسوف الكلي عند الساعة 02:41 ظهراً (11:41 صباحًا بتوقيت غرينتش) مع بداية خروج القمر من ظل الأرض وتبدأ المرحلة الثانية من الخسوف الجزئي التي ستنتهي عند الساعة 03:49 عصرًا (12:49 ظهرًا بتوقيت غرينتش) ويعود كامل إضاءة القمر وينتهي الحدث الرئيس. إلا أن القمر سيكون لا يزال موجوداً في منطقة شبه ظل الأرض وسوف يغادرها القمر عند الساعة 4:56 عصراً (01:56 ظهراً غرينتش).
وقال : إن خسوف القمر الكلي سيتيح الفرصة لقياس لون وسطوع ظل الأرض، وبالتالي محتوى الهباء الجوي (الغاز والرماد) البركاني في طبقة الستراتوسفير، وهذا مهم علمياً لأنه يكشف كثيراً عن مناخ الأرض بناءً على لون وسطوع الخسوفات القمرية التي رُصدت حديثاً، فإذا كان الخسوف مظلماً فهو علامة على الهباء البركاني في طبقة الستراتوسفير -وهي جسيمات يمكن أن تعكس أشعة الشمس وتبرد الكوكب، وإذا كان الخسوف ساطعاً فهي علامة على أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب، فطبقة الستراتوسفير الصافية تتيح لضوء الشمس تدفئة الكوكب أسفلها.
جديرٌ بالذكر أن وصف الخسوف الكلي بالقمر الدموي أو قمر الدم المنتشر على نطاق واسع ليست تسمية علمية، ظهرت للمرة الأولى في عام 2013 رغم ذلك أصبح هذا المصطلح يُستخدم عند حدوث أي خسوف كلي للقمر.