تحتفل معظم دول العالم بعيد الأم، ولكن في أوقاتٍ مختلفة وبتقاليد متباينة، ففي حين تحتفل مصر وبعض دول الوطن العربي بعيد الأم في 21 من مارس/آذار، الذي يتزامن مع بداية فصل الربيع، نجد أن الولايات المتحدة تحتفل به في الأحد الثاني من شهر مايو/أيار.
في نهاية القرن 19، فكرت الناشطة الأمريكية جوليا وورد هاو في تخصيص يوم للاحتفال بالأم، إلا أن اعتراض بعض القساوسة حال دون ظهور الفكرة على أرض الواقع. وفي بدايات القرن العشرين وتحديداً عام 1908، نادت الناشطة الأمريكية آنا غارفيس بتحديد يوم للاحتفال بالأم، لتكريم الأمهات لما يقدّمن من تضحيات لأبنائهن، بعد وفاة والدتها عام 1905. على عكس سابقتها، تمكّنت غارفيس من تنفيذ فكرتها في عام 1914، ليوقِّع الرئيس وودرو ويلسون يوم الأحد الثاني من مايو/أيار عيداً للأم. وانتشر بعد ذلك في بعض دول العالم وأوروبا، ولكن مع اختلاف يوم الاحتفال. بعد أن أصبح عيد الأم عطلة وطنية في أمريكا، بدأ التجار وبائعو الورود في الاستفادة من اليوم بطريقة تجارية للغاية، على عكس ما كانت تريده غارفيس (كانت تريد احتفالا أسرياً أو زيارة الكنيسة). هنا، شجبت غارفيس هذا التحوُّل، وحثت الناس على التوقف عن شراء أزهار عيد الأم والبطاقات والحلويات. كما لجأت إلى شن حملة ضد مستغلي عيد الأم بما فيهم بائعو الزهور وبعض الجمعيات الخيرية أيضاً، ووصلت معارضتها إلى طلب إلغاء اليوم رسمياً من قائمة العطلات الأمريكية.
(عربي بوست - المقال الكامل)