كشف آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، في مذكرة للموظفين، الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني 2023، أن تخفيضات الوظائف بالشركة ستتسع الآن لتطال أكثر من 18 ألف وظيفة، في إطار تقليص للقوى العاملة كشفت عنه سابقاً.
وأضاف أن قرارات التسريح، التي ستبدأ أمازون الإبلاغ بها، في 18 يناير/كانون الثاني، ستؤثر كثيراً على منظمات التجارة الإلكترونية والموارد البشرية التابعة للشركة، وتصل التخفيضات إلى 6% من القوة العاملة في أمازون، التي يبلغ قوامها 300 ألف عامل تقريباً. وتمثل الخطوة تحولاً كبيراً في شركة البيع بالتجزئة، التي رفعت في الشهور الماضية سقف الأجور الأساسي إلى مثليه، لتُنافس بقوة أكبر على أصحاب المواهب.
وقال جاسي في المذكرة، إن التخطيط السنوي "أصعب نظراً للضبابية الاقتصادية، ولأننا وظَّفنا بسرعة خلال السنوات الماضية" وأضاف: "لقد نجحت أمازون في تجاوز أوضاع اقتصادية ضبابية وصعبة في الماضي، وسنواصل فعل ذلك".
أمازون
وأمازون هي ثاني أكبر أرباب العمل بالقطاع الخاص في الولايات المتحدة بعد وول مارت، إذ توظف أكثر من 1.5 مليون شخص، بما يشمل العاملين بالمستودعات.
وتتأهب الشركة لنمو سيكون أبطأ على الأرجح، فيما يُجبر التضخم المرتفع الشركات والمستهلكين على خفض الإنفاق، فيما تَراجَع سهم أمازون إلى النصف خلال العام الماضي.
وبدأت الشركة التي تتخذ من سياتل مقراً تسريح الموظفين بقسم الأجهزة، في نوفمبر/تشرين الثاني، وكشف مصدر حينها أن أمازون تستهدف تخفيض 10 آلاف وظيفة.
والآن ستتجاوز تسريحات أمازون تخفيضات الوظائف التي أعلنتها ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، العام الماضي، والبالغة 11 ألف وظيفة، فضلاً عن تخفيضات أعلنتها شركات كبرى أخرى في قطاع التكنولوجيا.
توظف مجموعة "ميتا" نحو 87 ألف موظف عبر العالم، وفق أرقام 30 سبتمبر/أيلول 2022، وخلال نشر أحدث النتائج الفصلية المخيبة للآمال مؤخراً، قال رئيس المجموعة مارك زوكربيرغ، إن عدد الموظفين في الشركة لا ينبغي أن يرتفع بحلول نهاية 2023، حتى إنه يجب أن يتراجع قليلاً.
يأتي هذا بينما أدى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع تكلفة العمالة والنقل إلى إعاقة الشركات التي كانت قد استعانت بعدد كبير من القوى العاملة خلال جائحة كورونا، عندما ارتفع الطلب على التجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات عبر الإنترنت.
الآن، ومع تضرر طلب المستهلكين من ارتفاع الأسعار وتكاليف الاقتراض، يفكر الكثيرون في خفض الوظائف، وفقدت أسهم أمازون أكثر من 40% من قيمتها حتى الآن هذا العام، وانخفضت 1.1% في تعاملات منتصف اليوم إلى 99.67 دولار للسهم.
يُشار إلى أن أمازون أصبحت من أكبر الشركات الخاصة في العالم خلال السنوات الأخيرة، بعدد موظفين تجاوز الـ1.6 مليون شخص حتى عام 2021. لكن هذا النمو لم يأتِ بسهولة، إذ تحارب أمازون بكل طاقتها لمنع موظفي المستودعات الأمريكية من تشكيل نقابات، وسط استيائهم من انخفاض الأجور والضغوطات المتواصلة، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.