سياسة ومحليات

إضراب الأساتذة المتعاقدين يهدّد العام الدراسي

كتب رمال جوني في "نداء الوطن":

يفتتح الأسبوع أزماته على أزمة التعليم، وقد عادت مجدّداً إلى الواجهة مع إعلان الأساتذة المتعاقدين والمستعان بهم، الإضراب على خلفية الإجحاف الذي يتعرّضون له في رواتبهم التي بالكاد يحصلون عليها.

يبدو أنّ أزمة تربوية تلوح في الأفق، القصّة لا تتعلّق فقط بالاضراب والمستحقّات، بل أيضاً ترتبط بكيفية تشغيل المدارس وصناديق معظمها فارغة، فتقف بالتالي عاجزة عن تأمين التدفئة، فكيف بالقرطاسية وكافة المستلزمات التشغيلية المطلوبة، ما يعني أنّ التعليم هذه السنة مهدّد على كل المستويات، وهو ما يتخوّف منه كافة المدراء الذين يقفون مكتوفي الأيدي، عاجزين عن تأمين شيء، فيما بدأ بعضهم يلجأ إلى طلب النجدة من الخيّرين لتمرير العام الدراسي كيفما كان. وتؤكد مصادر الأساتذة المستعان بهم على أحقّية مطالبهم، فحقوقهم راحت فرق عملة، ضاعت بين مماطلة الدولة التي لم تدفع مستحقّاتهم منذ أكثر من عام، وبين لعبة الدولار التي سرقت كل تعبهم، فلم يجدوا الّا الاضراب للضغط على وزير التربية «الذي لم يفِ يوماً بوعوده، بل يغدق علينا كلاماً معسولاً لا يؤمّن ثمن دواء».

مئات الأساتذة يعيشون في ظروف سيّئة، فهم أكثر المتضرّرين من الأزمة، ملزمون بالحضور يومياً إلى المدارس، فالتعليم لا يخضع للمداورة والّا يصبح تعليماً ترقيعياً لا ينتج متفوقين، والحديث عن التعليم يومين أو مداورة هو ضرب جنون كما تقول مصادرهم، رافضين المساومة تحت أي ذريعة، «فالوصول إلى المدرسة يحتاج الى بنزين والبنزين يحتاج الى مال والمال غير متوفر فكيف نصل إلى المدارس يا سعادة الوزير»؟ تسأل أمل، مدرّسة اللغة العربية.

المدارس الرسمية في عين العاصفة، باتت عاجزة عن تأمين التدفئة للتلامذة، «فكلفة تشغيل المولّد يومياً عالية جداً وتفوق قدرة المدرسة على التحمّل»، تقول إحدى المديرات، لافتة الى «أنّ ابسط مقوّمات الصمود نفتقدها، لا نملك مالاً لكي نستمرّ، فكيف سنسيّر العام الدراسي، إذ يغيب كل الدعم عن المدارس كنوع من الضغط ربّما لأننا رفضنا فكرة دمج النازح مع اللبناني في التعليم الصباحي».

يجمع مدراء مدارس كثر على أنّ الضغط الذي يمارس عليهم هو لأجل الموافقة على دمج النازحين فقط، «حينها فقط سيفتح الدعم للمدارس الرسمية وبالرفض سنعاقب، وكل ما يحكى عكس ذلك هو محض خيال»، شارحين أنّهم يحاولون تدبّر أمورهم من المساعدات والدعم المحلي، ولكنّه دعم وقتي لا يكفي لتسيير شؤون المدرسة التي تحتاج إلى دعم حكومي، وهو غائب».

اذاً، على المحك يقف العام الدراسي الذي دخل في نفق الاضرابات وسيُستتبع بأزمات لاحقة، وبحسب المدراء الطالب هو الذي سيدفع الثمن لأنه يدفع ضريبة فشل الحكومة في ادارة المدارس الرسمية ودعمها.

بين الاضراب وأزمات المدارس الرسمية سيعود تلامذة التعليم الرسمي إلى صفوفهم، عودة لا يمكن التعويل عليها لأنّ الغالبية من اساتذة المدارس هم من المتعاقدين، وبالتالي الشلل سيصيب المدارس في ما لو التزم كلّ الأساتذة بالاضراب.