يعيش مرضى السرطان، في بلاد أصبح فيها العلاج لمن استطاع إليه سبيلاً، أسوأ أيامهم وربما أكثرها خوفاً وبؤساً. فلم تكفيهم آلامهم وجلسات العلاج الطويلة والأليمة، بل جاءت الأزمة الإقتصادية لتلقي بكل ثقلها على كاهلهم وعائلاتهم، لتصبح تكلفة العلاج ورحلة البحث عن الأدوية أصعب من المرض نفسه.
سالي غدّار، ابنة الثلاثين ربيعاً، واحدة من المرضى الذين عاشوا وعايشوا هذه المعاناة منذ أكثر من سنة ونصف. فبعد أن شخصت بالسرطان، وتلقت أكثر من 30 جلسة علاج كيميائي، اكتشفت انتشاره في أنحاء أخرى في جسدها، لتكمل الرحلة التي كتبت عليها في بقعة جغرافية لا تصلها إلا رحمة الله ولا تصل لمسؤوليها صرخات شعوبهم.
وفي حديث لموقع بنت جبيل مع والدها، أشار إلى أنّهم اضطروا لبيع كل ما يملكونه في سبيل تأمين العلاج لابنته، إلا أنّ حالتها الصحية التي ساءت في الفترة الأخيرة استدعت دخولها إلى مستشفى أوتيل ديو مجدداً لمعالجة الاتهاب مما أدى إلى عجزهم عن تأمين المبلغ المتبقي وأيضاً الذي سيستحق في الأيام المقبلة. وعبر الوالد بالقول "ما بقي عنا شي نبيعه"!
بدموع الأب وغصته، تكتب بداية لحكاية أخرى، وبأيدي الأهل الخير نأمل أن تكون النهاية سعيدة، بما أنّ حكاياتنا في لبنان باتت أصعب من الأفلام وأكثر واقعية.
للمساعدة التواصل مع الأب عبر الرقم 81468892 أو التواصل مع مستشفى اوتيل ديو.