تستعد مدينة برمنغهام البريطانية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، للكشف عن الشكل النهائي لتمثال أَطلق عليه مصممه، الفنان البريطاني الشهير لوك بيري، اسم "قوة الحجاب"، ويُعتقد أنه الأول من نوعه في العالم للاحتفال بالنساء المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" مؤخراً.
إذ يعكف لوك بيري على إتمام هذه المنحوتة البالغ طولها 6 أمتار ووزنها حوالي طن من الحديد، وتظهر الصور الأوّلية لهذا العمل مجسماً لسيدة محجبة، مع رسالة كُتب عليها "من حق أي امرأة أن تكون محبوبة ومحترمة، بغضّ الطرف عن الزيِّ الذي اختارت أن ترتديه، فقوّتها الحقيقية في قلبها وعقلها".
حسب هيئة الإذاعة البريطانية فقد تم تكليف الفنان البريطاني بنحت العمل من قبل مؤسسة "Legacy West Midlands"، وهي جمعية خيرية مسجلة تحتفل بتراث المجتمعات المهاجرة بعد الحرب في برمنغهام، التي تعتبر ثاني أكبر المدن في بريطانيا.
بينما قال الفنان لوك بيري: "قوة الحجاب هي قطعة تمثل النساء المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب، وهي هنا حقاً لأنها جزء غير ممثل من مجتمعنا، ولكنه جزء مهم جداً. يحتاجون إلى الظهور، وهذا أمر مهم للغاية، لذلك كان العمل مع المجتمع لوضع التصاميم مثيراً للإعجاب".
صمم بيري سابقاً نحت "تاريخ السود البريطاني هو تاريخ بريطانيا" بالتعاون مع كانان براون، والذي تم تركيبه في وينسون جرين في مايو/أيار الماضي.
تقول هيئة الإذاعة البريطانية يمكن أن يكون هذا النحت مثيراً للجدل، لكن الفنان لوك بيري يعتقد أنه من المهم تمثيل جميع من يعيشون في المملكة المتحدة.
"قوة الحجاب" عمل يثير الجدل
إذ قال بيري: "هناك احتمال أن يكون هذا العمل مثيراً للجدل لأسباب كثيرة ومختلفة، لا أشعر بأن أياً منها صالح، ولكن الناس يفعلون ذلك".
كما أضاف: "هناك الكثير من الناس الذين يعارضون الاختلافات التي لدينا في مجتمعاتنا، ويريدون أن يكونوا أكثر انقساماً، ولكن مستقبل بلدنا يتعلق بما يوحدنا، وليس بما يفرقنا، ولهذا السبب من المهم أن يكون هناك تمثيل في جميع أنحاء المملكة المتحدة لكل من يعيش هنا، وكانت ردود الفعل إيجابية حقاً".
إذ إن أنصار اليمين المتطرف واليمين المحافظ شنوا هجوماً على المنحوتة، ورأوها "رِدّة على قيم الحرية في بريطانيا"، بل إن الهجوم وصل إلى الفنان البريطاني صاحب المنحوتة، والمشهور بكونه من أهم الفنانين الذين يخلدون ذكرى الأقليات في بريطانيا من خلال أعماله، وفق ما ذكره موقع قناة "الجزيرة".
حيث ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بهجوم عنصري، وكان من بين المنتقدين سياسيون وإعلاميون وناشطون كلهم يحملون أفكار اليمين القومي. ولم يخلُ الهجوم من عنصرية تجاه المسلمين، ومن بين المعلّقين كان زعيم حزب "بريطانيا أولاً" بول غولدن، بقوله، إنه "يجب علينا أن نسأل نساء إيران عن قوة الحجاب".
هو الطرح نفسه الذي تبنته البرلمانية السابقة عن حزب "البريكست" اليمين القومي كرستينا جوردن، التي غردت بالقول، إن "النظام الإيراني سيكون سعيداً بتمثال قوة الحجاب"، وأرفقت تغريدتها برابط عن احتجاجات النساء في إيران حول الحجاب.
Hijab statue to be installed in UK city of Birmingham pic.twitter.com/u7qJRayjj9
— The National (@TheNationalNews) September 18, 2023