كتبت آمال خليل في صحيفة الأخبار:
تستنفر فرنسا كل ديبلوماسيتها لإخراج كيان العد. و ومستوطنيه من المأزق الذي أدّت إليه حرب الاستنزاف التي فرضتها المقاومة على «الجبهة الشمالية»، وأدت إلى تهجير قسري في المستوطنات المتاخمة للحدود مع لبنان. وفيما يتوقع وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى منطقة عمليات الـ«يونيفل»، الخميس المقبل، لتفقّد قوات بلاده المشاركة في هذه القوات بمناسبة عيد الميلاد، تستعد قيادة القوة الدولية لاستقبال مسؤولين سياسيين وأمنيين فرنسيين للبحث في سبل تطبيق المخطط الفرنسي بـ«إنشاء منطقة عازلة في منطقة جنوب الليطاني وإجبار حزب الله على التراجع إلى شمال النهر».وكان المبعوث الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان ومدير الاستخبارات الفرنسية برنار إيمييه قد وضعا أمام المسؤولين اللبنانيين، قبل أسبوعين، خريطة طريق فرنسية في هذا الشأن بحجة سحب الذرائع من أيدي الإسرائيليين ولطمأنة مستوطنيهم ولتفادي توسع الحرب.
وتتقدم فرنسا الدول الساعية إلى إعادة ترتيب ميداني في الجنوب يستند إلى المطلب المتكرر بـ«إنشاء حزام أمني على حدود إسرائيل». وبحسب مصادر متابعة، فإن الموفدين اقترحوا على المسؤولين اللبنانيين «نشر قوات فرنسية على جانبَي الخط الأزرق لضمان إبعاد حزب الله عن الحدود من جهة، ولحماية المستوطنين المذعورين من جهة أخرى». وتنقل المصادر عن الفرنسيين أن مطلب «إرضاء المستوطنين أولوية لديهم، إذ إنه لأول مرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، تتراجع إسرائيل ومستوطنوها عن الحدود وليس العكس». في المقابل، نقلت فرنسا من دون مواربة عن إسرائيل أنها في مقابل «المنطقة العازلة»، لن تنسحب من شمال الغجر ومزارع شبعا والنقاط الـ 13 المتحفّظ عليها. لكن المقترح الأخطر «نقل قيادة اليونيفل إلى خارج الجنوب من دون تحديد الوجهة، إن كانت إلى بيروت أو إلى تل أبيب».
وتعيد المقترحات الفرنسية إحياء الحزام الأمني في زمن الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، وخريطة حدود إسرائيل التي وضعتها المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام عام 1919.