أخبار بنت جبيل

هل فكرتم يوماً من أين يأتي حبق الجنوب برائحته؟ اسألوا أم علي حتماً صارت تعرف كل ذلك.. بنت جبيل تشيع الشـhيدة سمر السيد شامي إلى مثواها الأخير

هل فكرتم يوماً من أين يأتي حبق الجنوب برائحته؟ وكيف تصحو الأمهات كل يوم بدموع دافئة وورود بيضاء على شرفة؟ هل وددتم أن تتعلموا كيف تتغنوا بمواسم قمحه وخبزه؟ وكيف ينتقي شعرائه قصائدهم من شجر زيتونه وتينه؟

اسألوا أم علي.. شh.يدتنا.. حتماً صارت تعرف كل ذلك.

كما أغلب الأمهات، كان قلبها دليلها، "معقول نستش.hد؟ّ!"، قالتها حينما كانت أبواب السماء مفتوحة، فصدق شعورها واستقبلتها شh.يدة.

هي ابنة الجنوب، التي كانت تروي وروده كل صباح، تصلي كلما نسّم هواءه، وتسبّح كلما حان موسم عزّه وقيامته من جديد.

 أمس وبعدما أدت واجباتها التي لم تقصر فيها يوماً، لا سلماً ولا حرباً، رحلت مطمئنة. قدمت واجب العزاء في بنت جبيل، وفي كفرا أثناء عودتها كانت المحطة الأخيرة حيث قضت بالغارة الإسرائيلية الغادرة، وأصيب ثلاثة من أبناء المدينة، أحدهم ابنها علي.

هي الش.h.يدة السيدة سمر السيد شامي "أم علي" التي يعرفها أهالي بنت جبيل بمحبتها وملقاها، بمحياها وعائلتها التي ربتها وزوجها المرحوم عبد الكريم غالب شامي بكل حب وحرص، فكانت آخر فصول العمر ش.hادة تليق بمن مثلها.

اليوم ودعتها بنت جبيل، التقى الأحبة مجدداً في مدينتهم التي فارقوها رغماً عنهم، ليودعوا أم علي، ويلقوا عليها السلام الأخير، هي التي لم تبخل يوماً بأي سلام أو كلام.

هكذا هي أرض جبل عامل، لا يعود ربيعها إلا بدماء أحبتها، أمهات كنّ أو فلذات أكباد، فيزهر عشبها ودحنونها من بين أجسادهم التي قدموها عربون حب وبطولة.

عادة ما تربي وتعلم الأم أولادها وتكتفي بهم فقط، إلا أنّ أم علي أعادت كتابة المناهج برحيلها، فعلمت كل أبناء الوطن معنى التضحية.

غداً يا عزيزتنا وجارتنا وأمّنا، حينما تزهر دمائكم نصر.اً وتذهب النسوة بحثاً عن "الزعتر" عند حدود أراضينا، كما كنت تفعلين في ربيع ايامنا، سنذكرك عند كل باب من أبواب بنت جبيل، سنبتسم لك في كل صورة، سنحييك كل سوق خميس، وندعو لك كلما كنا في بيوتنا آمنين.. عند عتبات الحارات سننادي باسمك، وفي العويني سنجعل من منزلك مزاراً لمن يريد أن يتعلم ثقافة الحياة، 
نامي أيتها الشh.يدة، ولك منا دمعتين ووردة، وبلاد آمنة مطمئنة.

زينب بزي - بنت جبيل.أورغ