يُنبيك الإسمُ عن ثمارٍ هذّبَ جنيها من كرومِ الأدبِ ومضامير حقباتٍ سلفت، فخطى بين الحقائقَ وما يمليه عليه ضميرُه. ووهبَ عمرَه لكشفِ مساراتِ ماضيه ظلمَها أو شوهَها التاريخ.
شيعته مدينةُ بنت جبيل بموكبٍ حاشدٍ وبمشاركةِ حشدٍ من الفعاليات الإجتماعيةِ والسياسيةِ والثقافيةِ وغيرها...وهو علمٌ من أعلامِها وأحدُ كبارِ كتّابِها ومؤرخٌ وموسوعيّ.
ألِف المنابرَ ورشحَ بالعلم أينما رسى ناثرًا من خيراتِ جعبتِه الادبيه حتى غدا رسولَ تاريخٍ وأدبٍ.
تسردُ سيرتُه فرطَ اجتهادِه فهو استاذٌ لم ينسَ يومًا طفولَته المتشعبه في حارات بنت جبيل حيث عايشَ والده الحاج علي بيضون اضافه إلى رجالٍ ساهموا في خطِ تاريخ بنت جبيل كالنائب الراحل علي بزي والشاعر الراحل موسى الزين شرارة.. وهم الذين أطلقوا شرارةَ الانتفاضهِ الاولى في وجهِ الانتدابِ الفرنسي.
كان الراحلُ أحدَ أعلامِ الثقافةِ العربيةِ، ومؤرخٌ، وموسوعي، ومرجعٌ في دراسةِ التاريخِ العربي والإسلامي. حازَ على دكتوراه من جامعةِ "غرينوبل" في فرنسا، بتقديرٍ مشرّفٍ جدا، ودكتوراه دولةٍ في التاريخ الإسلامي من جامعةِ القديس يوسف بتقديرِ امتياز، ووسامِ المؤرخِ العربي من اتحادِ المؤرخين العرب، وجائزةِ الإمام علي(ع) في إيران، فضلا عن غيرِها من الجوائزِ تقديرًا لعطاءاتِه الثقافية. وكان قد تلقّى تهنئةً في تسعينيات القرن الماضي من الشه... الراحل سماحة السيد. نصr.الله على كتابِه "التوابون".
وسبقَ أن كُرّمَ في العديدِ من الدولِ العربيةِ وكذلك في لبنانَ وفي مدينتِه بنت جبيل.
ترك بيضون إرثاً من حوالي 200 مؤلَّف بين كتبٍ، ومقالاتٍ، وقراءاتٍ نقدية، وترجمات، ومراجعاتٍ لبعضِ الكتبِ الأجنبية، في مسيرةٍ مليئةٍ بالعطاءِ والفكرِ.
تقرير داليا بوصي- تصوير ومونتاج حسين بزي