أخبار بنت جبيل

الوداع الأخير في بنت جبيل.. دمعة أم على آخر حضن (فيديو)



قيثارةُ البيت سيلان، تعزف ضحكتها بغنج، مدللة أبيها.
ولها شبيهٌ اسمه هادي، شاطرها الحياة منذ لحظات الولادة، توأمها وحصة أمه.
وسيلين كبرت على لعبة "بيت بيوت"، فصارت تحب أن تعيش دور أمومة طفولية، لتهتم بهادي وسيلان.
تعالوا معنا إلى بنت جبيل، لنخبركم قصة مشوار أماني بزي وعائلتها، الذين فدوا لبنان بسخاء.. تعالوا لنخبركم.. من وحي المدونات المترفة على مواقع التواصل الإجتماعي.
فالحكاية "مشوار عائلي" قتلت معالمه "إسرائيل".. إذ دمغت سيارة ودراجة نارية وسمة الإجرام. قتلتهم بغارة من مسيّرة في حي المسلخ.
ثلاثة أطفال أشقاء عزفوا لحن الترحال بدمهم، وتقدمهم والدهم شادي صبحي شرارة إلى الجنان. الأب الطيب الكاد على عياله.
وبقيت زوجته التي شهدت تناثر عائلتها أشلاء، جريحة تتوكأ على الذكرى والصدمة. وكذلك ابنتها الكبيرة الجريحة أسيل.. أنيسة البيت وسلوة أمها.
وعلى بعد خطوة ترفّع معهم قريب شادي، محمد ماجد مروّة الذي كان على دراجته النارية يتصدق بابتساماته على المارة.
محمد الذي نجا قبل أسابيع قليلة من حادث مميت، فارق أسرته، ورحل شهيدًا قبل أن يحين موعد ولادة زوجته، فقد كان ينتظر أن تُرزق عائلته السعيدة بطفل.
كان محمد المبادر لخدمة المدينة وأهلها، فبعد الحرب نذر نفسه للعمل من أجل عودة الحياة للمدينة. فساهم بفتح الطرقات وإزالة الركام من بين الأحياء ومن أمام البيوت.

هكذا انتهى المشوار العائلي، والغضب خالط الحزن في عيون بنت جبيل وأهلها. احتشدوا لتكريم عصافير الجنة ومن رافقهم، وليرثوا سيادةً تآكلها الصدأ.
وليس هناك ما يعادل حزن الأم والأب في كلتا العائلتين شرارة ومروة، فقهر الفراق أطفح العيون دمعًا مالحًا.
وفي وداعهم المهيب يصح القول أن المدينة اليوم تكَرّم نفسها، وتوسم ترابها بجثامين شهداء من صلبها.
شهداء وشهود على مجز.رة إسرائيلية جديدة، ودمهم سيبقى سلسبيل بنت جبيل الذي تروي فيه الحق، وتثبتّه جهارًا بوجه الباطل.
تقرير داليا بوصي