‎حرب طاحنة على غاز المتوسط!

تتغير مصادر الطاقة عالميا مع تغير التكنولوجيا وتطور العلم والخوف من المستقبل ، لرسم خريطة الكون الحياتية في المستقبل البعيد ، حيث يبحث الانسان دائما عن طاقة بديلة لأجل الاستمرارية من جهة والقوة الاقتصادية والعسكرية من جهة أخرى. 

كانت "اسرائيل" اول من اكتشف الغاز في البحر المتوسط ، ثم بدأت الدول في المنطقة تبحث عن هذا المصدر الأساسي للطاقة، التي شنت في سبيلها حروب على مستوى العالم ، وغزيت لأجلها دول. 
لقد كان انهيار اسعار النفط احد اهم اسباب انهيار الاتحاد السوفياتي ، وحصار قطر كان احد اسبابه الرئيسية السيطرة على الغاز الطبيعي ، كما ان الأزمة بين اليونان وتركيا سببها غاز المتوسط ، والازمة السياسية والاقتصادية في لبنان سببها الرئيسي هو الغاز وترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الإسرائيلي. 
في البحر الابيض المتوسط على سواحل سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة ومصر وقبرص حوالى ١٢٥ مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ومليارات البراميل من النفط ، كما ان هذه المنطقة هي مركز مرور انابيب الغاز في المياه الى اوروبا وهذا ما سبب اشتباك سياسي وقانوني ودولي بين الاطراف المتنازعة في المنطقة.
رفض لبنان التسوية بين لبنان وكيان الإحتلال الإسرائيلي بوساطة امريكية عام ٢٠١٢ وثم عام ٢٠١٨ ولم يتنازل عن شبر واحد من المنطقة المتنازع عليها في البلوك ٩ ، وكان لهذا الموقف تأثيرات كييرة على الوضع اللبناني اقليميا ودوليا وحتى داخليا ، وقد أسفر ذلك فرض عقوبات على المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل وكان ذلك بمثابة رسالة قوية للرئيس بري ولحلفائه التاريخيين. 
ان المشكلة في لبنان هي مشكلة متشعبة جدا اساسها الطائفية السياسية التي ولدت فسادا واستزلاما ولكن العامل المباشر  هو غاز المتوسط وبالتالي بلوك ٩ الذي هو بمساحة ٨٦٠ كلم٢ تقريبا والذي يحتوي على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي والتي يمكن ان تساعد لبنان على خفض دينه العام ورفع تصنيفه الإئتماني. 
تعرضت شركة توتال لضغوطات كبيرة واضطرت ان توقف الحفر في البلوك ٤ وبالتالي بدأنا مرحلة مختلفة بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ستفرض علينا في المرحلة المقبلة ان نتوجه الى الشرق ان لم تكن هناك حلول واقعية.

د. أكرم شعيب - بنت جبيل.أورغ

---