لبنان: 96171010310+     ديربورن: 13137751171+ | 13136996923+
24,701 مشاهدة
A+ A-

تحدثت الدكتورة مادونا مطر رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية، رئيسة قسم الأمراض الجرثومية وقسم الكورونا في مستشفى سيدة المعونات الجامعي-جبيل وعضو في اللجنة الوطنية للقاح في وزارة الصحة،  عن مدى فعالية لقاح الكوفيد-19 ونسبة نجاحه، حصة لبنان منه وخطة توزيعه.

وأكدت لـ"الوكالة الوطنية للإعلام،  أن "اختراع أي لقاح يمتد إجمالا لسنوات عدة، لأنه يمر في مراحل علمية وتجارب كثيرة ليتم التصديق عليه وترخيصه عالميا. في المرحلة الأولى، يقوم العلماء بتطبيق اللقاح على الحيوانات ومراقبة العوارض الناتجة وذلك يمتد لفترة سنتين. إذا نجحت التجربة، تنتقل الدراسات إلى مئات الاشخاص لتحديد تنوع الوقاية من الفيروس بخاصة عند الاطفال وذوي الحالات الخاصة، وتمتد هذه المرحلة الثانية من سنتين إلى أربع. أما في المرحلة الثالثة، فيتم اختبار اللقاح على آلاف الأشخاص للتأكد من أنه يتناسب مع شعوب الأرض على اختلافها وتنوعها، للحصول على الترخيص والاعتراف الرسمي به. ولكن بالنسبة إلى وباء ال Covid-19 الذي انتشر عالميا وحصد آلاف القتلى وما زال يهدد حياة الناس، لم يسلك اكتشاف اللقاح المسار القانوني المعتاد، بل انتقل الباحثون بسرعة من المرحلة الأولى إلى الثالثة، لأن الوضع مأسوي ويتطلب حلا سريعا لإنقاذ ما يمكننا إنقاذه بعد من الناس، لأننا نمر في وضع استثنائي وحال طوارئ".

أضافت: "هناك جهود كثيرة لاكتشاف اللقاح المناسب، ونجد حوالى 150 نوعا من اللقاحات التي تتم دراستها حاليا، وهي لا تزال في اختبار المرحلة الأولى من مسيرة الأبحاث، وبالتأكيد لن تنجح كلها. في المرحلة الثالثة يتم العمل على عشرة أنواع، ستة منها في أميركا وبعضها في الصين وروسيا. إن وظيفة اللقاح هي تعريف جسم الإنسان بطريقة غير مباشرة على الفيروس، ليحفز المناعة على أن تتحرك بسرعة حين يدخل أي فيروس لتدافع وتحاربه. كذلك عملية التلقيح ضد الكورونا، تعرف الجهاز المناعة في جسمنا على الفيروس، وإذا أصبنا به يكون قد اكتشفه من خلال اللقاح فيسرع ليحاربه قبل أن ينتشر ويسبب أضرارا صحية كارثية أحيانا".

وتابعت: "في الطريقة التقليدية القديمة، كان اللقاح يحتوي على الفيروس الخفيف أو المعدل الذي لا يسبب مرضا قويا بل له آثار جانبية طبعا، وهذه الطريقة معتمدة اليوم في الصين في عملية اكتشافهم للقاح الكورونا. أما الأبحاث العلمية المتطورة في أيامنا هذه التي تقوم بها أهم الشركات في العالم، فقد سلكت مسارا آخر في اختراع اللقاح للقضاء على وباء العصر الفتاك".

وتحدثت مطر عن تجربتها الشخصية مع مرضى الكورونا وكيف يعاني العديد منهم في غرف العناية الفائقة، فنصحت المواطنين "بعدم الاستهتار واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر من الوقاية والتباعد الاجتماعي، وبخاصة مع اقتراب الأعياد حيث تكثر اللقاءات العائلية والتجمعات. فهناك من أصيبوا بالكورونا وتعافوا منذ أشهر، ولكنهم ما زالوا يعانون حتى اليوم آثارا جانبية مزعجة كضيق في التنفس أو اضطراب في الجهاز العصبي أو تشوش في الذاكرة وعوارض مزمنة سنكتشفها في المستقبل. نواجه مصاعب كثيرة مع مرضى السرطان الذين يصابون بالفيروس، وهم أصلا يعانون مشكلة في المناعة بسبب العلاج الكيميائي الذي يتلقونه، فلا يتعافون بسهولة ونجد نتيجة الـ PCR إيجابية لأشهر عدة".

وقالت: "إنها المرة الأولى التي نواجه فيها وباء خطيرا كالـ Covid-19 ، لم نصادف مثله منذ عام 1918 حين ضرب وباء الانفلونزا الإسبانية الكرة الأرضية وحصد معه ملايين البشر ولم يفرق بين الكبار والشباب والمرضى والأصحاء. اليوم، لا حل أمامنا إلا في عملية التلقيح، بخاصة أنه لم يتم بعد اكتشاف الدواء المناسب للفيروس، لذلك من الأفضل أن نثق بالدراسات العلمية لنتفادى عوارض الكورونا الخطيرة أحيانا والتي قد تؤدي الى الموت. على الرغم من اكتشاف اللقاح سريعا والبعض يشك بنتائجه ويخاف من آثاره، لكن يبقى اللقاح الخيار الوحيد لأن الفيروس قد يكون فتاكا حتى عند الشباب وذوي المناعة القوية والأصحاء، وهذا ما أواجهه كل يوم في إطار عملي في قسم الكورونا. لذلك، إن أردنا الحد من انتشار الوباء في العالم وجب على القسم الأكبر من البشرية أن يتلقى اللقاح، فكل يوم يموت حوالى 15 ألف شخص جراء الفيروس. ونأخد على سبيل المثال في حديثنا ما حصل أخيرا في أميركا، إذ كشفت الإحصاءات أن 50% من الشعب فقط يشجع عملية اللقاح فأتت النسبة ضئيلة، لذلك قرروا تكثيف حملات التوعية عبر الإعلام لتشجيع المواطنين ، فأثمرت الجهود بزيادة النسبة 25%".

حصة لبنان من اللقاح
لقد وضعت منظمة الصحة العالمية برنامج "كوفاكس" للقاحات، وعنه شرحت مطر: "برنامج عالمي للقاح المشترك ضد فيروس كورونا ويضم 19 دولة في إطار تيسير متابعة تطورات مشاريع إنتاج لقاحات مضادة لوباء الكورونا المستجد، وتيسير حصول كل الدول الأعضاء عليه بطريقة عادلة وآمنة وبالأسعار المثلى، مع التزام توفير الكميات الضرورية لكل الدول من دون تمييز، أي دولة فقيرة أكانت أم غنية، وذلك من منطلق عالمي تضامني للحد من انتشار الوباء عالميا".

وأعلنت أنه تم "تشكيل لجنة وزارية مختصة برئاسة الدكتور عبد الرحمن البزري من قبل وزارة الصحة من أجل وضع برنامج آمن وفعال للحفاظ على فعالية اللقاح خلال عملية النقل والحفظ وصولا إلى المواطنين. تفرعت اللجنة إلى لجان عدة والعمل متواصل وجدي، فاجتماعاتها أسبوعية وعلى مستوى عال جدا من المسؤولية والدقة. في أولوية المهام الموكلة إليها، اختيار نوع اللقاح الذي سيتم استيراده، وقد تم ذلك بالعودة إلى خبراء عالميين، وأيضا وضع خطة عمل في آلية الاستيراد ونقل اللقاح وحفظه وتحديد المراكز المؤهلة، لأنه يجب أن يحفظ في حرارة تقل عن 70 درجة مئوية. كذلك تحديد توزيع اللقاح على الفئات المستهدفة ولا سيما تلك الأكثر عرضة للإصابة بالوباء، كالعاملين في القطاع الصحي والمسنين والذين يعانون أمراضا مزمنة مستعصية".

وكشفت أن "وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن "أجرى محادثات في مبكرة، وسعى إلى تأمين اللقاح بأفضل الاسعار ما شكل عاملا إيجابيا بحجز اللقاح ومنع احتكاره تحت أي ظرف كان. يتسلم لبنان الدفعة الأولى في الأول من آذار المقبل، ويبلغ عددها حوالى المليوني لقاح سيتم توزيعها مجانا على الفئة المستهدفة. كما تم توقيع اتفاقية مباشرة مع مصرف لبنان وشركة "فايزر" للحرص على ألا يكون هناك أي طرف ثالث في الاتفاقية لتخفيف الأعداد والنسب الربحية التي قد ترفع من سعر استيراده. وقد تأمن التمويل من موازنة وزارة الصحة واحتياط الموزانة العامة وقرض البنك الدولي وجهات عدة متبرعة لتتم عملية تلقيح القسم الأكبر من المواطنين".

لقراءة المقال كاملاً:  ندى القزح - الوكالة الوطنية


تغطية مباشرة آخر الأخبار

  • جامعة جنوب كاليفورنيا: إلغاء حفل التخرج الرئيسي لخريجي عام 2024 في مايو بسبب إجراءات السلامة الجديدة
  • ابن بنت جبيل يناشد عبر موقعنا: بحاجة إلى قلب جديد! تتمة...
  • إطلاق نار من رشاشات حربية في البداوي على خلفية بيع وتأجير محلات! تتمة...
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: قائد سلاح الجو شارك أمس في الغارات المكثفة على جنوبي لبنان