متثاقل الخطى، منهك القوى يسير "أبو حسام"...ابن الـ65 عاماً الذي أجهده المسير، يتوكأ على عكاز بالكاد يسند جسده المتعب. و رغم صعوبة تنقّله، إلا أنه يستأنف نهاره بنشاط، و يأبى إلا أن يقصد السوق و يخالط الناس. أبو حسام نازح من سوريا، حط رحاله في بنت جبيل، حيث يسكن مع عائلته. يستغرق مشواره المتعب من البيت إلى سوق المدينة أكثر من ساعة، علماً أن المسافة لا تتجاوز الـ 10 دقائق سيراً، بالنسبة لغيره. و مما يزيد معاناته أنه يقطن في الطابق الثالث! و بعد اطلاعنا على حالته، أدركنا أنه بحاجة إلى كرسي كهربائي للتنقل بسهولة. لكننا اخترنا أيسر السبل، و أبلغنا سيدة معطاءة عن حالته، وهي مغتربة في أميركا من بلدة بنت جبيل، و لطالما همّت لفعل الخير. تجاوبت السيدة مع طرحنا، و بادرت إلى ارسال ثمن الكرسي الكهربائي إلينا، و بسرعة تأمّن المطلب.
بسمةٌ و غصّة، رسمتها سيّدة على وجه أبي حسام، فالفرحة الدامعة في عينيه تشرق أملاً في قلب كل متعب. و السيدة الفاضلة لا تريد جزاء و لا شكورا، إنما طلبت إهداء ثواب سورة الفاتحة لروح زوجها المرحوم السيد رياض شاتيلا.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (من فتح له باب خير فلينتهزه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه) شكراً الحاجة زينات شاتيلا لتجاوبك ...
