يفرض شهر رمضان المبارك رهجته وهيبته كل عام.. وفي لبنان، الوطن الذي تعيش تحت سمائه طوائف ومذاهب عدة، وفي ظل سعي الجهات التكفيرية والارهابية لتشويه الصورة الحقيقية للإسلام المحب والمتسامح، لايزال ما يجمع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، أكبر بكثير مما يفرقهم.. وفي قاموس الوحدة والعيش المشترك، لا فرق بين آذان يعلو من المسجد.. أو جرس يقرع من الكنيسة..
للديانة المسيحية رؤيتها حول شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن.. ولتوضيح ونقل تلك الصورة، التقينا الأب كميل مبارك، احد الوجوه المشرقة عند الطائفة المسيحية الكريمة.
يتفاعل الشارع المسيحي مع قدوم الشهر الفضيل بكل محبة واحترام... ولا عجب في رؤية مسيحي يجالس مسلماً على مأدبة إفطار رمضاني..
مجرد الاختلاف في العقيدة لا يعني الخلاف.. ويعي اللبنانيون أن أسمى ما يجمعهم قبل اللغة والهوية.. هو الإنسانية.
"الإنسان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".. يقول الامام علي (ع).
عُرف الاسلام بدين الرحمة ، والمسيحية بدين المحبة، و"المحبة لا تفرّق" يقول بولوس الرسول.
من هذا المنطلق ، فليكن شهر رمضان المبارك عنواناً من عناوين عيش الأخوة بين المسلمين والمسيحيين، ومنطلقاً نحو ترسيخ ما أمرنا به الاسلام وما حثت عليه المسيحية.
