أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كتاب "من ذاكرتي العاملية" للأديب يحيى الشامي... إضمامة كنوز أدبية

الأحد 09 نيسان , 2017 12:21 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 12,867 زائر

كتاب "من ذاكرتي العاملية" للأديب يحيى الشامي... إضمامة كنوز أدبية

من "دار المحجة البيضاء"، ببيروت، صدر للأديب الدكتور يحيى شامي "من ذاكرتي العاملية" قسمه إلى أربعة فصول:
۱- بين الأمس و اليوم: إحتوى على باقة من المقالات أو النصوص التي قابل فيها بين ما كان عليه بالأمس و بين ما تحياه اليوم من نمط سلوك أو عادات أو مفاهيم.
۲- علماء في الذاكرة: ضمنه بعضاً من سير عدد من العلماء الذين كانت له معهم صحبة أو اتصال.
۳- طرائف نوادر: ردود و مواقف و هو ثبت بما علق بذاكرته منها عن ذوي العقل الراجح أو البديهة الحاضرة.
٤- قطوف مختارة: مجموعة مساجلات و مطارحات و تشطيرات شعرية وقصص لا تخلو من الدعابة أو الظرف أو الفكاهة.
 إن هذا الكتاب يكشف لنا جماليات تراثية متعددة مصحوبة بكل نادرة و فكاهة و طرفة سواء واجهت المؤلف في جبل عامل أو مرت عليه في قراءاته، كما أن مضامين الكتاب تحفر في ذاكرتنا شواهد لا يمكن نسيانها ويجعل التصفح و التأمل فيها متعة أدبية يستريح تحت ظلالها القلب كما تستوطن العقل مثل بواكير الثمر يطل علينا أوآن القطاف.
هذا الإبداع و الجهد العظيم الذي بذله الدكتور شامي، التقط تفاصيل أحداثه و ذكرياته معتمداً على خبرة وثقافة و مصداقية تعطي النصوص قدرة على الجذب وعلى الوصول الى القارئ بسهولة ويسر مع انسياب لطيف محمّل بطراوة التعبير الذي يريح النفس التوّاقة إلى لغة منضدة مقتصدة غير مثقّلة بزوائد كما إلى شعر آخاذ.
ثم يكن كل ذلك ليس بغريب على كاتب قدير و باحث متعمّق وسابر لأسرار اللغة مثل الدكتور شامي، فهو الذي يمر على جبل عامل مثل مرور نسمات الصبا على ربى ذلك الجبل الأشم، تتهادى على ذوائب التلال تلقطت بعيون النسور ما تعجز عنه الكاميرات و أحسب أنه خلال كتابته لهذه الدرر الثمينة قد استند الى ذاكرة خصبة استحضر فيها تاريخ جبل عامل الادبي يحكمه إغراء الاشارة الى ما يكنه قلبه و نفسه من تفاصيل قطف منها المزيد مما عن بتدويناته.
و من نافل القول أن أديبنا و شاعرنا قد أغنى صحفاً و مجلات أدبية عديدة بمقالاته و كتاباته شعراً و نثراً و نقداً، كما تشرفت المنابر الأدبية بإطلالاته المميزة وأغنى المنتديات الثقافية و مجالس الأدب و الشعر في جبل عامل و بيروت بإسهاماته اللافتة و إبداعاته الخلاقة، مثلما تشهد له المراكز الدينية والمراكز الثقافية في ديربورن وما يحظى به من منزلة لافتة ممن يتعاطون الشعر و الادب.
أتمنى أن يستقر هذا الكتاب ليس في المكتبات و على رفوفها بل على كل طاولة تتوسط أو صالونات الضيافة .

بقلم كامل محمود بزي.

Script executed in 0.20910000801086