أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

السيناريو الكامل.. هكذا تستعد روسيا لضربة أميركية جديدة في سوريا!

الجمعة 28 نيسان , 2017 04:54 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 29,076 زائر

السيناريو الكامل.. هكذا تستعد روسيا لضربة أميركية جديدة في سوريا!

"المعادلة تغيرت"، هذا ما وصفت به وسائل إعلام عالمية عديدة العلاقات الروسية الأميركية، بعد الضربة الأميركية الأخيرة على قاعدة "الشعيرات" الجوية السورية.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أمر بإطلاق صواريخ "توماهوك" على قاعدة الشعيرات في 7 نيسان، بعد اتهامات بمسؤولية الجيش السوري عن استخدام الأسلحة الكيميائية، يوم 4 نيسان، في "خان شيخون" بمحافظة إدلب السورية.

"سبوتنيك" نشرت السيناريو الكامل لكيفية تحول العلاقات الروسية الأميركية، واستعدادات موسكو لأي ضربة أمريكية جديدة محتملة في سوريا.

ترامب "الشيطان"

تكشف استطلاعات رأي عديدة تحول الرأي العام الروسي بشكل كبير في توجهاته ناحية الرئيس الأميركي الجديد، بعد الضربة لقاعدة الشعيرات.

وكشف استطلاع رأي أجراه مركز الأبحاث "فيتسوم" الروسي، أن شعبية ترامب بين الروس انخفضت من 38% وقت انتخابه إلى 13%، فيما وصفه نحو 39% بأنه رمز لـ"الشر" في العالم، بحسب ما نشره تقرير لصحيفة "أوراسيا ديلي مونيتور".

وأوضح الاستطلاع أن 53% من الروس يؤيدون استمرار العمليات الروسية في سوريا.

ونشرت بدورها مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرا أكدت فيه أن وجهة نظر موسكو بعد الضربة الأميركية تغيرت تماما بشأن ترامب، وباتت تنظر إليه بصورة مشابهة لتلك التي تنظر بها إلى "أوباما أو بوش أو كلينتون".

سر التحول

وقالت مجلة "إيكونومست" البريطانية إن سر التحول في مواقف ترامب، يرجع إلى أنه كان يسعى للبحث عن "بطولة زائفة" تعيد إليه شعبيته في الشارع الأميركي.

واستندت المجلة إلى استطلاع للرأي أجراه مركز "هارفارد-هاريس بول"، ونشرته صحيفة "هيل" الأميركية، والذي كشف أن 66% من الأمريكيين يؤيدون الهجوم الأمريكي على قاعدة "الشعيرات".

وأشارت المجلة البريطانية إلى أن هذا التحول قد يكون بسبب "خيبة الأمل" الروسية في الرئيس الأمريكي، الذي لم يمنح لنفسه فرصة ليتأكد إذا ما كانت دمشق فعليا متورطة في الهجوم أم لا، وظهر مثل أي رئيس أمريكي "متسرع"، بحسب المجلة.

أدلة زائفة

"أدلة زائفة"، هذا ما وصفت به وزارة الدفاع الروسية مرارا وتكرارا تلك الأدلة المزعومة التي استندت عليها الضربات الأميركية، سواء من قبل الاستخبارات الأميركية أو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وهاجمت وزارة الدفاع والخارجية الروسية والكرملين مرارا وتكرارا تلك الأدلة، وقدمت أدلة دامغة على أن الكيماوي استخدم من قبل الجماعات الإرهابية، ولكن وجهة النظر الأميركية لم تتغير وأصرت على اتهام الحكومة السورية، فيما يوصف بأنه اتهام "متعمد" لتغيير مسار الحل السياسي للأزمة السورية، بحسب ما نقلته مجلة "فورين آفيرز".

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن كل ذلك ساهم في تغيير قناعات موسكو، بشأن التعويل على الإدارة الأمريكية الجديدة.

استعدادات موسكو:

تغيير القناعات الروسية، دفعها إلى الاعتماد على سياسات جديدة للاستعداد لأي ضربة أميركية جديدة متوقعة في سوريا، بحسب صحيفة "أوراسيا ديلي مونيتور".

وجاءت تلك الاستعدادات على النحو التالي:

-مذكرة السلامة:

كان مجرد التلويح بتعليق مذكرة منع الحوادث وضمان سلامة الطيران فوق الأجواء السورية بين روسيا والولايات المتحدة، له أثر كبير، في أي قرار أميركي مرتقب بتوجيه ضربة أخرى إلى سوريا.

وبعث تعليق المذكرة لعدة أيام رسالة إلى واشنطن بأن موسكو لم ترغب في استهداف الصواريخ ولا الطائرات الأميركية، لكن عند تجاوزها الخطوط الحمراء فإن استهدافها سيكون أمرا يسيرا على الجميع، بحسب ما نشرته RT America.

- تعزيز

كشفت تقارير روسية عديدة عن أن موسكو تبحث بصورة جدية تعزيز قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في محافظة طرطوس السورية.

وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف، تلك التقارير بقوله: "التعزيز سوف يكون عن طريق دعم القوات الجوية والبرية والفضائية، إن اقتضت الحاج…".

هذا وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن موسكو مضطرة لاتخاذ تدابير إضافية لحماية مجموعاتها في سوريا بعد الضربة الأميركية الأخيرة لمطار الشعيرات السوري.

- سحب تكتيكي:

كان رئيس هيئة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، قد قال إن روسيا سحبت نحو نصف مقاتلاتها التي كانت متمركزة في قاعدة حميميم في سوريا.

ودفع ذلك الأمر الكثير من التقارير الدولية للحديث عن سبب سحب الطيران الروسي لطائراته، ولكن علل رودسكوي، قائلا "يرجع السبب إلى أن عدد الجماعات الإرهابية في سوريا انخفض".

ولكن تحدث موقع "ديفينس نيوز" العسكري إلى أن سحب الطيران الروسي لطائراته من قاعدة حميميم يرجع إلى رغبته في منح مجال أوسع لتعمل منظومات الدفاع الجوي الصاروخي والبحرية الروسية المتمركزة في القاعدة البحرية في طرطوس للتعامل مع أي ضربات أمريكية مرتقبة.

وكانت تقارير روسية عديدة قد أكدت أن موسكو بدأت في نشر منظومة "إس-300"، وتحدثت عن نشر منظومة "إس-400" للاستعداد لمجابهة أي ضربة أمريكية جديدة قد توجه إلى سوريا.

ونشر المنظومات الصاروخية المتطورة تلك، لا يحتاج إلى وجود الكثير من الطيران الروسي، بل يحتاج أن تخلى الأجواء لعمل تلك المنظومات، حتى تتمكن من اصطياد الطائرات والصواريخ الأمريكية حال تفكيرها في توجيه ضربة جديدة.

(سبوتنيك)

Script executed in 0.17514801025391