أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الشعب اللبناني في وضع لا يحسد عليه، فهو ليس لديه متنفس وغير مرتاح نفسياً ولا مادياً

الجمعة 23 حزيران , 2017 10:33 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 15,420 زائر

الشعب اللبناني في وضع لا يحسد عليه، فهو ليس لديه متنفس وغير مرتاح نفسياً ولا مادياً

"ما تقوص خلينا نحكي ، كل شي بينحل"، ولكن الرصاصة كانت أسرع ولم ترحم استجداء روي لحياته من "أزعر"، جعل من السلاح قوة في وجه الآخر ، هي حالة من الحالات التي باتت تشهدها الشوارع اللبنانية بشكل شبه يومي .

ولقد كثرت في الآونة الأخيرة أخبار الجرائم في لبنان ، بحيث يكاد لا يمر يوماً، إلا ونسمع فيه أنباء عن وقوع جريمة أو أكثر ، في مسلسل عنف وإجرام متنقل لا يستثني منطقةأو طائفة.

ولعل الاكثر خطورة في الامر هو امتداد الاجرام ليطال أبناء البيت الواحد وافراد العائلة الواحدة، فهذا قتل ابنته أو امه ، وذاك قتل شقيقه أو صهره أو ابنه، وهكذا دواليك. وما يفوق تلك الجرائم بشاعة هي الأسباب والدوافع، التي غالبا ما يكون ظاهرها سخيف، وباطنها يعود أحيانا إلى الأزمة الأقتصادية والضغوط الاجتماعية، بحسب تعليل بعض خبراء الاجتماع.

ولا يمكن وصف مجتمع تعبث فيه جريمة تعود أسبابها، لمزاحمة سير أو "أفضلية المرور" أو تأخر في "فنجان نسكافيه"، إلا بالغابة، وهو الوصف الذي اطلقته بعض الصحف الاجنبية على لبنان.

وقد أشارت آخر الاحصاءات، أنه وفي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قُتل ما يقارب 23 شخصاً بجرائم فردية، وفق ما تُشير أرقام "قوى الأمن الداخلي". أي أنه ارتُكبت في أثناء هذه الفترة جريمتان أسبوعياً. 

فماذا حل باللبناني حتى بات القتل "صنعة" سهلة لديه؟ وبات السلاح هو اللغة السائدة، وأصبح التعامل معه أسهل من "شربة الماء"، واستعماله لـ"فشة الخلق".

لاستضاح الصورة أكثر أجرى"ليبانون ديبايت"، حديثاً مع الأخصائي في علم النفس والتحليل النفسي، الدكتور "انطوان الشرتوني"، الذي اعتبر أن "الشعب اللبناني في وضع لا يحسد عليه، فهو ليس لديه متنفس وغير مرتاح نفسيا، ولا ماديا، ويعاني من ضغوط اقتصادية صعبة، فجميع هذه الامور تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على تصرفات الانسان مما خلق لديه قلق وخوف كبير، ولم يعد قادر على تحمل الآخر، وهذا مايدفعه للجواب بطريقة عدوانية". 

ورأى، أن "عدم ممارسة الرياضة، والاستماع للموسيقى، كلها عوامل تؤدي إلى زيادة الانفعال، واللبناني بطبيعته، غير ميال إلى تلك الوسائل للترفيه عن نفسه، مما يجعله أكثر عصبية". 

وفي المقابل، أكد أنه "لا يمكننا الجزم بأن المجتمع اللبناني بأكمله ليس صالح فالجرائم والافعال الشنيعة موجودة، بكل المجتمعات فلا ننكر هذا الشيئ ، ولكن التوعية تلعب دور كبير ففي المجتمعات التي تحصل فيها توعية الجرائم فيها أقل بكثير" .

وعن دور الدولة في الحد أو التخفيف من الجرائم، قال: "من الجيد أنه بدأت الدولة بأخذ خطوات للحد من استعمال السلاح من خلال التخفيف من اعطاء رخص، ولكن هذا وحده لا يكفي، فدورها لا يقتصر عند هذا الحد، فدورها الأساسي يبدأ على الصعيد التربوي، أي من خلال إدخال نصوص في المدارس، تعلم الطالب كيفية التفاهم مع الآخر بالكلمات وبالحوار، و تعلمه أهمية وضرورة احترام اشارات السير، فعندما يتربى الانسان منذ الصغر على فكرة ستبقى معه حتى يكبر فلا شيئ يذهب سداً" . 

وشدد الشرتوني، أن "الدور الاول والأساسي، هو للعيلة "الام والاب"سوياً ،وطريقة تربيتهم لأطفالهم، فالولد الذي يتربى على الضرب، سيكبر ويستعمل الاسلوب ذاته الذي تربى عليه، كما فعلو فيه، وهنانحوله إلى شخص عدواني"، لذا يجب اعتماد أسلوب الحوار منذ الصغر".
(رماح الهاشم | ليبانون ديبايت)

Script executed in 0.19183993339539