أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"الله يستر من الآتي"...هل تخوّفنا في محلّه؟!

الثلاثاء 25 تموز , 2017 12:51 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 41,604 زائر

"الله يستر من الآتي"...هل تخوّفنا في محلّه؟!

فيما تشهد حدود لبنان معارك شرسة "تشتعل" مناطق لبنانية، بعضها على بعد مسافة قصيرة من ميدان القتال، بالمهرجانات السياحية والحفلات والفعاليات، وتضجّ بالحياة والصخب. مشهدية لافتة فعلاً، تستحق ربما التوّقف عندها مليّاً. لكن هل حقاً يعيش "الداخل" يومياته بطمأنينة وهدوء وبمنأى عمّا يحدث في الجرود؟! لا تبدو الأمور كذلك تماماً، فالتخوّف من حدوث هزات أمنية وردود فعل ثأرية تترجم في عمليات إرهابية وانتحارية في الداخل اللبناني، هو سيّد الموقف. فما هي حال الوضع الأمني راهناً، وهل حقاً من مخاطر حقيقية داهمة؟!

وزير الداخلية السابق مروان شربل يستغرب تخوّف البعض من حدوث عمليات إرهابية على غرار ما حصل في السابق، بل يعتبر أن "ما يحصل الآن على الحدود يدعو إلى الاطمئنان ذلك أنّ السيارات المفخخة والانتحاريين كانوا يأتون من هناك". وفي حديث لـ "لبنان24" يسأل:"لماذا نقلق في وقت ستفضي تلك العمليات الدائرة إلى منع الإرهابيين من الدخول إلى لبنان؟! أما إذا كنا نتخوّف من وجود أشخاص لبنانيين يناصرون "داعش" ومستعدين لتنفيذ عمليات إرهابية، فهذا موضوع آخر خطير وعلينا التحقق منه"!

ومع هذا، لا ينكر شربل أن تداعيات معارك الجرود قائمة، لكنها سياسية أكثر منها أمنية:"ثمة فريق داخلي يعارض تدخل "حزب الله" في الحرب السورية". وإذ يعتبر أن "الجيش يقوم بواجباته، فهو لا يتدخل!"، يذكّر بأن "حزب الله" موجود في سوريا منذ العام 2012 وهذه ليست العملية العسكرية الأولى التي يقوم بها على الحدود بالتعاون مع الجيش السوري، وآخرها كان العام 2014".

وإذ لفت إلى أنّ "ابن عرسال مطمئن اليوم، فقد عانى ما عاناه من وجود الإرهابيين في أرضه وارزاقه"، اعتبر أنه يتوجب علينا الانتظار حتى انتهاء المعركة كي نتمكن من الاجابة على الاسئلة المطروحة حول وضع الجرود المحررة، وقال:"برأيي، إذا اطمأن "حزب الله" وتأكد من أن لا أخطار جديدة محدقة بالقرى، ولا سيّما الشيعية، فيمكن أن يسلّم الجرود الى الجيش اللبناني على غرار ما فعل في السابق".

وفي ملف العسكريين المخطوفين، لا يبدو شربل مطمئناً. يتمنّى لو تفضي العملية العسكرية إلى تحريرهم، لكنه يعود بالذاكرة إلى الماضي القريب ليخلص إلى أنّ "داعش"، على عكس جبهة "النصرة" التي قامت بمبادرة وسلّمت المختطفين لديها، فإنه لم يرسل للدولة اللبنانية والمعنيين أي إشارة عن نيّته التفاوض. أكثر من ذلك، يرى شربل أن الجيش اللبناني تمكن من إلقاء القبض على كثيرين من عناصر "داعش"، ومع هذا لم نصل إلى أي نتيجة.

ومع هذا، فإن فسحة الأمل تظلّ مرسومة. برأيه، فإن المعركة التي يقوم بها "حزب الله" في الجرود اليوم هي كناية عن معركتين: الأولى ضدّ جبهة "النصرة"، وقد شارفت على النهاية (حتى نهاية الشهر الحالي)، أما الثانية فسيواجه فيها "داعش" في منطقة مختلفة عن المرحلة الأولى. "علينا أيضاً أن ننتظر التطوّرات المقبلة وما ستؤول إليه الأحداث الميدانية".

ولا يغيب عن بال شربل التحذير من مخاطر إهمال قضية النزوح السوري. "دائماً ما كنت أدعو وأطالب بأن يتعاطى الجيش اللبناني والحكومة مع قضية النازحين، وليس السياسيين الذين يستغلونها للحصول على صوت من هنا أو هناك عشية الانتخابات النيابية. الموضوع خطير جداً وليس لعبة نتسلّى بها، لا سيّما واننا كلبنانيين مررنا بتجربة الـ 75 مع اللاجئين الفلسطينيين ولا نريد أن نكررها".

ولعلّ أكثر ما يخيف شربل في ملف الوجود السوري في لبنان ليس عدد النازحين الذي فاق المليون والنصف وحسب، بل أيضاً تقصّد عدم تسجيل الولادات الحديثة. يقول:" لم تندلع الحرب في سوريا من أجل تغيير النظام فقط. لقد بات الأمر واضحاً. المنطقة آيلة إلى تقسيم جغرافي و ديمغرافي، ويا خوفي من أن يكون عدم تسجيل الولادات يصبّ في هذا المخطط".

وعليه، يدعو شربل إلى الإسراع في حلّ قضية اللاجئين السوريين قبل انتهاء الحرب في سوريا، داعياً إلى اللجوء إلى الأمم المتحدة أولاً من أجل التفاوض في هذا الملف، فإذا ما نجحت كان بها، وإذا ما فشلت فحينها نلجأ إلى الحلّ الثاني وهو التفاوض مع النظام السوريّ شرط أن يضمن حماية النازح حين عودته إلى بلاده أو إلى مناطق آمنة.

المصدر: للكاتبة 

Script executed in 0.19644808769226