أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لبنانيّون في المكسيك يروون لحظات الزلزال الرهيبة... "اهربوا المدينة تدمّر تحت أقدامنا"!

الخميس 21 أيلول , 2017 05:04 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,995 زائر

لبنانيّون في المكسيك يروون لحظات الزلزال الرهيبة... "اهربوا المدينة تدمّر تحت أقدامنا"!

كتب علي عواضة في النهار اللبنانية: 
كارثة حقيقية عاشها سكان المكسيك إثر الزلزال الذي ضرب العاصمة مكسيكو سيتي وراح ضحيّته حتى اللحظة أكثر من 227 قتيلاً، بالإضافة إلى مئات الجرحى وعشرات المفقودين تحت الأنقاض. 

عائلات لبنانية بأكملها عاشت اللحظات الأولى للحادثة، ولكن بحسب السفارة اللبنانية في المكسيك أكّدت في اتصال مع "النهار" أنّه لا لبنانيين حتى الساعة بين الضحايا لأنّ الجالية اللبنانية بعيدة من الأحياء المدمّرة، ولكن لا معلومات مؤكدة حول إصابات لبنانية بين الضحايا.

وأكّدت مصادر السفارة أنّ الجالية اللبنانية تضمّ أكثر من 800 ألف لبناني، وهي تعمل بكامل طاقاتها للتواصل مع اللبنانيين في المناطق المنكوبة، ولكن البلاد تحت تأثير الصدمة وفرق الإسعاف تعمل بشكل مستمر لانتشال المفقودين من بين الأنقاض، خصوصاً أنّه بين المباني المدمّرة مدارس ومساكن شعبية، ولكن بشكل عام يقطن اللبنانيون في مناطق مؤمّنة بشكل أفضل.

كيف عاش اللبنانيون لحظات الزلزال؟ 

الشابة إرلين حبيب التي تقطن في منطقة "هيدالغو" أكدت أنّ الجميع شعر بالزلزال ولكن جميع اللبنانيين بخير، وأنّ مدرستها في مكسيكو تضررت بشكل كامل، ومنذ اللحظات الأولى للزلزال تعمل فرق الإنقاذ على انتشال المفقودين، حيث قتل 4 أشخاص، مؤكّدة أنّ اللبنانيين لا يقطنون في المناطق المتضررة بل في أماكن مجاورة لمناطق الكارثة.


أما الشابّة إيفون فكانت داخل جامعتها في مكسيكو لحظة وقوع الزلزال، وقالت لـ"النهار": "تمايلت جميع الأبنية بشكل مخيف، ورغم أنّ الحادثة استمرّت لثوانٍ فقط، كانت كافية لتؤكّد أنّ المدينة تدمّر تحت أقدامنا ولنسمع كلمة "اهربوا" ينطق بها الجميع، فقد انقطعت الكهرباء وشبكات الهاتف ولم نستطع الاطمئنان إلى عائلاتنا".

وأكدت إيفون أنّه فور عودتها إلى منزلها كان الدمار في كلّ مكان، "حتى غرفة النوم قد دمرت وكأنّ الزلزال قد مرّ من غرفتي، وقد تعرّضت العديد من المباني لتشقّقات والوضع غير مستقر، إلّا أنّ الجميع بخير وقد انتقل العديد من السكان إلى مناطق بعيدة من العاصمة، خصوصاً أنّ أكثر من 10 مبانٍ قد دمّرت بشكل كامل بالقرب من منزلنا، والجميع يعمل مع فرق الإنقاذ لاحتواء السكان المتضررين".

أمّا الشابّة جوفانا كرم فأكّدت أنّ الجميع ما زال تحت تأثير الصدمة بسبب حجم الدمار الهائل الذي طال المدينة، فالمباني التي دُمّرت خلال ثوان فقط، هُرع سكّانها إلى الشارع فور وقوع الزلزال.

وبعد انقطاع الاتصالات والكهرباء، حاول معظم السكّان استعمال مواقع التواصل الاجتماعي للاطمئنان بعضهم إلى بعض، فأشار الشابّ راوول دويهي إلى أنه لا أخبار حتى الساعة عن وقوع ضحايا لبنانيين والتركيز في الوقت الحالي منصبّ على المدرسة المدمّرة لإنقاذ التلاميذ المفقودين.

ورأى دويهي أنّ ما حصل كان مصيبة للسكان فعدد الضحايا في ارتفاع مستمر، وهناك العديد من الأطفال الموجودين لدى الشرطة بعدما فقدوا أهلهم، والساعات الأولى كانت كارثية بعد الزلزال فالعديد من السكان باتوا في الشارع رغم أنّ المباني التي يقطنونها لم تدمّر بشكل كامل. وقد استقبل العديد من السكان جيرانهم في المباني المجاورة دون معرفة مسبقة، فالمصيبة التي وقعت دفعت بالجميع إلى التعاون. إلى ذلك قطعت فرق الإنقاذ الكهرباء عن المناطق المتضررة خوفاً من أيّ احتكاك كهربائي، في ظل تسرّب الغاز من المباني.

وكانت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قد أعلنت في تحذير لها أن بلدة رابوسو التابعة لولاية بوبلا الواقعة على بعد 123 كيلومترا جنوب شرق العاصمة المكسيكية كانت مركز الزلزال العنيف. ويتزامن الزلزال مع الذكرى السنوية الثانية والثلاثين لمثيله الذي وقع عام 1985 وتسبب في خراب كبير بالمكسيك.

وأمر الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو بتركيب مولدات طاقة لمساعدة رجال الإنقاذ في عملهم مع اقتراب الليل. وقال "ربما لا يزال بإمكاننا العثور على أشخاص بين الأنقاض"، داعيا إلى اجتماع لمجلس الأزمات الوطني وتفقد آثار الدمار بطائرة مروحية.

كما أمر الرئيس المكسيكي بإخلاء جميع المستشفيات المتضررة، وقال إن المرضى سينقلون إلى مستشفيات أخرى.
المصدر: علي عواضة/ جريدة النهار اللبنانية 

Script executed in 0.19765186309814