أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بالصور و الفيديو / بنت جبيل شيعت المرحوم الشاعر السيد مهدي الحكيم الى مثواه الأخير.. و هذه نبذة مشرقة عن حياته

السبت 06 كانون الثاني , 2018 11:35 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 65,096 زائر

بالصور و الفيديو / بنت جبيل شيعت المرحوم الشاعر السيد مهدي الحكيم الى مثواه الأخير.. و هذه نبذة مشرقة عن حياته

شيعت مدينة بنت جبيل و الجوار المرحوم المربي الشاعر السيد مهدي السيد هاشم الحكيم شقيق العلامة السيد علي الحكيم  و والد السيد عادل الحكيم الذي انتقل الى جوار ربه صباح اليوم. و انطلق موكب التشييع من امام منزله في حي العويني وصولاً الى منزله شقيقه العلامة السيد علي الحكيم الذي ودعه بكلمات مؤثرة.. و من ثم توجه المشيعون الى مجمع المرحوم الحاج موسى عباس حيث اقيمت الصلاة على الجثمان الطاهر بمشاركة حاشدة من ابناء البلدة وعلماء الدين و المحبين. بعد ذلك انتقل المشيعون الى جبانة البلدة القديمة حيث وري الفقيد الثرى وسط اجواء من الحزن و الاسى لتتقبل العائلة التعازي من المشيعين. 

بنت جبيل.اورغ

شاهد الصور بالاسفل 

 

نبذة عن حياة الراحل

ولد الشاعر الراحل في مدينة بنت جبيل سنة 1933 وتلقى تعليمه في مدرستها الابتدائية التي كانت الوحيدة في ذلك الوقت وأكمل دراسته الثانوية في الكلية الجعفرية في صور. ثم عين مدرسا في وزارة التربية الوطنية حيث درس اللغة العربية وآدابها أكثر من ربع قرن ثم أخلد الى وظيفة إدارية حتى أحيل الى التقاعد .

في هذه الأثناء لم يأل جهدا في الدرس والمطالعة، فتوسع في دراسة علوم اللغة العربية وقواعدها وآدابها من قديمة ومعاصرة واستظهر كثيرا من القصائد الشعرية كما اطلع على الآداب الأجنبية ولا سيما الفرنسية منها وألم بالفلسفة والعلوم الإنسانية. الى جانب ذلك كله فقد نشأ في بيئة أدبية علمية فأبوه العلامة السيد هاشم الحكيم من كبار العلماء والفقهاء وله عدة مؤلفات مخطوطة وكان يحثه منذ صغره على استظهار قصائد من عيون الشعر العربي، يكتبها له بخط يده، ويشكلها ثم يأمره باستظهارها حتى حفظ عشرات القصائد وهو في العاشرة من عمره.

وقد نشر كثيرا من المقالات التاريخية والدينية والاجتماعية في عدة مجلات منها على سبيل المثال: (المعهد والعرفان والمنطلق) اللبنانيات، ومجلة (العربي) الكويتية ومجلة (الهادي) الإيرانية، وكان ناشطا في البحث والتأليف. 

من مؤلفاته:

ديوان مخطوط بعنوان (من الوجدان) ومعارضة للشاعر المهجري إيليا أبي ماضي في قصيدته الطلاسم بعنوان (من وحي الطلاسم) و(عقائد وتقاليد شرقية) يتحدث فيه عن أديان الشرق غير السماوية، و(بشائر ونبوءات) وهو مجموعة من مقالات دينية وتاريخية واجتماعية،  وأنتج الشاعر ملحمة تربو أبياتها على ست مائة بيت من الشعر وهي على روي واحد وقافية واحدة من البحر الخفيف وعنوانها (مسيرة الأبرار) يتحدث بها الشاعر عن النبي والأئمة الإثني العشر عليهم السلام مستقرئا  التاريخ، ومستعرضا سيرتهم العطرة وما لاقوه من ظلم وجور من حكام عصرهم الجبابرة، وكيف أن حياتهم كانت كلها لله ومع الله  وفي سبيل الله وكيف أن كلا منهم قد رتب علوم الشريعة والفقه بالأسلوب الذي رآه ملائما لظروف بيئته وعصره فتركوا لنا وللأجيال تراثا ضخما من الفقه والأصول والفلسفة والكلام والمنطق وغير ذلك من العلوم الإسلامية .

وله قصيدة من (من وحي الطلاسم) التي رد فيها على الشاعر المشكك بالله ايليا أبو ماضي جئت لا أعلم من أين ؟ ولكني أتيت و كتب: 

ولقد أبصرت أمامي طريقا فمشيت

وسأبقى سائرا ان شئت هذا أو أبيت

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

لست أدري

يرد عليه الشاعر السيد مهدي الحكيم بقوله :

جئت من فيض اله          وبنعماه أتيت

حيث أبصرت طريقي       مظلما ثم اهتديت

سائرا – ان شاء – لا ان شئت هذا أو أبيت

كيف غاض النور في عقل ذكي ؟

 لست أدري

ايليا أبو ماضي يقول:

ولقد قلت لنفسي   وأنا بين المقابر

هل رأيت الأمن والراحة   الا في الحفائر

فأشارت فإذا للدود عيث في المحاجر

ثم قالت: أيها السائل إني

 لست أدري

فيرد السيد مهدي بقوله:

قد تأملت طويلا   وأنا بين المقابر

 كم عظيم وحقير     غاب في هذي الحفائر

كم رؤى عاث بها الدود فغاضت في المحاجر

انه العدل وكم من قال: إني

 لست أدري

ويقول ايليا أبو ماضي:

إنني جئت وأمضي     وأنا لا أعلم

أنا لغز وذهابي    كمجيئي طلسم

والذي أوجد هذا اللغز لغز مبهم

لا تجادل يا ذو الحجى من قال: إني

لست أدري

ورد السيد مهدي:

أنا موجود، ولاشك بأني اعلم

هل أنا أوجدت ذاتي؟ أم اله منعم؟

بعد ذاتي: أنا خلق قبل ذاتي: عدم

هل تراه ذا حجى من قال: إني

 لست أدري

جل بعين القلب في الكون رويدا وتطلع

فسيرتد إليك الطرف محسورا ويخشع

ملأت آياته الأفاق أنى حلت فابخع

أو ليس الجهل في قولك إني:

   لست أدري

عميت عينا جهود   بخطاه تسرع

يرسل الأحكام لا يرنو  الى الحق ويخضع

يدعي العلم غرورا   وهو بالجهل مقنع

ان تسله موه الجهل بدعوى:

  لست أدري 

                                
ويقول ايليا أبو ماضي في الرباعية الثانية:

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود؟

هل أنا حر طليق؟   أم أسير في قيود؟

هل أنا قائد نفسي؟   في حياتي أم مقود؟

أتمنى إنني أدري    ولكن……

  لست أدري

فيرد عليه الشاعر السيد مهدي الحكيم:

ان وجداني يوحي    إنني خلق جديد

وبأني لست حرا      مطلقا كل القيود

لكن الأفعال أفعالي    بقولي: لا أريد

فلماذا الجبر           تستصوب رأيا؟

 لست أدري

ويقول ايليا أبو ماضي في الرباعية الثالثة:

قد سألت البحر يوما     هل أنا يا بحر منكا؟

هل صحيح ما رواه      بعضهم عني وعنكا؟

أم ترى ما زعموا        زورا وبهتانا وافكا؟

ضحكت أمواجه مني وقالت:

 لست أدري

ويرد عليه الشاعر السيد مهدي:

أنت يا بحر شقيق الأرض    لا تنفك عنكا

انما الأجساد أمشاج           من الترب ومنكا

ليس هذا القول بدعا           لا ولا غرورا وافكا

انه الصدق  لماذا الشك فيه ؟

 لست أدري

وفي الرباعية الرابعة يقول أبو ماضي:

ان في صدري يا بحر          لأسرارا عجابا

نزل الستر عليها                وأنا كنت الحجابا

ولذا ازداد بعدا                  كلما ازددت اقترابا

وأراني كلما أوشكت أدري

 لست أدري

ويرد عليه شاعرنا العاملي:

ان من يرنو بعين القلب يزداد اقترابا

بينما قد يسدل الشك على النفس حجابا

فيظن القفر روضا       ويرى الروض يبابا

 لست أدري

وفي الرباعية الخامسة يقول أبو ماضي:

قيل أدرى الناس بالأسرار سكان الصوامع

قلت: ان صح الذي قالوا فإن السر شائع

عجبا كيف ترى الشمس عيونا في البراقع

والتي لا تتبرقع لا تراها؟

 لست أدري

ويرد عليه شاعرنا:

ليس يجلو صدأ العقل وأهواء الطبائع

غير قهر النفس مما يعتريها من مطامع

ولهذا يرغب الزهاد في سكن الصوامع

يطلبون السر لكن هل دروه؟

   لست أدري

ويقول أبو ماضي في الرباعية السادسة:

ان يك الموت قصاصا          أي ذنب للطهارة؟

وإذا كان ثوابا                  أي فضل للدعارة؟

وإذا كان وما فيه جزاء أو خسارة

فلم الأسماء إثم وصلاح

   لست أدري

ويرد عليه الشاعر الحكيم:

لا تظن الموت إفناء لفسق أو طهارة

انه منفرج الأرواح من دار لداره

حيث يحيا المرء في ثوب نعيم أو خسارة

هل ينال العفو من يلغو بأني…

  لست أدري؟

ويقول أبو ماضي في الرباعية السابعة:

جئت وأمضي وأنا لا أعلم

أنا لغز وذهابي كمجيئي طلسم

والذي أوجد هذا اللغز لغز مبهم

لا تجادل ذو الحجى من قال: إني

 لست أدري

ويرد عليه شاعرنا بثلاث رباعيات بدل رباعية واحدة:

أنا موجود ولا شك بأني أعلم

هل أنا أوجدت ذاتي؟ أم اله منعم؟

بعد ذاتي: أنا خلق جديد، قبل ذاتي: عدم

هل تراه ذا حجى من قال أني

  لست أدري؟

جل بعين القلب في الكون رويدا وتطلع

فسيرتد إليك الطرف محسورا ويخشع

ملأت آياته الآفاق أنى جلت فابخع

أو ليس الجهل في قولك: إني

   لست أدري

عميت عينا جحود بخطاه تسرع

يرسل الأحكام لا يرنو الى الحق ويخضع

يدعي العلم غرورا وهو بالجهل مقنع

ان تسله موه الجهل بدعوى:

 لست أدري

 

 

 

 

Script executed in 0.22134804725647