أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مهمة تفاوض "معقدة" لساترفيلد.. وهذا ما سمعه من المسؤولين اللبنانيين

السبت 17 شباط , 2018 08:17 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,926 زائر

مهمة تفاوض "معقدة" لساترفيلد.. وهذا ما سمعه من المسؤولين اللبنانيين

 

كتبت دوللي بشعلاني في صحيفة "الديار": يشاء البعض أن يُلبس مهمة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد في لبنان صفة الفرض أو الضغط لصالح إسرائيل على حساب لبنان. غير أنّ ما تريده تلّ أبيب وكذلك واشنطن ضمناً لا يُمكن أن يُفرض على بلد ذو سيادة، على ما قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد خروجه من اجتماعه مع ساترفيلد "لشو بدو ينشغل بال اللبنانيي على النفط والبلوك 9، معنا ما بينشغل بالن عالسيادة".


مهمة ساترفيلد التي بدأها في لبنان منذ أكثر من أسبوعين وجال خلالها على الرؤساء الثلاثة وعلى وزيري الخارجية والمغتربين والطاقة، لا يبدو أنّها ستنتهي قريباً. وأفادت أوساط ديبلوماسية موثوقة إنّ الموفد الأميركي سُلّم مهمة التفاوض بين لبنان وإسرائيل على الحدود البحرية والبرّية من قبل حكومة بلاده وقد لا يُغادر المنطقة قبل إيجاد الحلّ النهائي لها، علماً أنّه من المرجّح أن يتأخّر. فساترفيلد يُغادر بيروت اليوم السبت الى تلّ أبيب بعد أن التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النوّاب والوزراء لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي تيلرسون الى لبنان وبعض دول المنطقة، لنقل موقف لبنان اليها. علماً أنّه أتى حاملاً موافقة إسرائيل لا بل تمنّيها في الحصول على 40 في المئة من الثروة النفطية البحرية في المنطقة الإقتصادية الخالصة المتنازع عليها بينها وبين لبنان والتي تبلغ مساحتها 860 كلم مربع، على أن ينال لبنان 60 في المئة، وفق ما يُسمّى بـ "خط هوف" (نسبة الى الموفد الأميركي فريديريك هوف الذي قام بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في العام 2012 من خلال رسم خط بحري حمل اسمه).

غير أنّ الأوساط أكّدت أنّ ساترفيلد سينقل لإسرائيل موقف لبنان الموحّد والمتمثّل بالحفاظ على السيادة اللبنانية وعدم القبول بالتفريط ولا بأي شبر من الأراضي اللبنانية ولا بحقّه في الثروة النفطية التابعة لحدوده الجغرافية المعترف بها دولياً منذ العام 1923، فضلاً عن تمسّكه برفض "خط هوف" أي تقاسم ثروته من النفط والغاز مع إسرائيل، وبعدم فصل الحدود البحرية عن البرّية. كما أنّ لبنان لن يتنازل عن حقوقه لأي كان، "فما لنا هو لنا وما لإسرائيل هو لإسرائيل ونحن من خلال ذلك نسعى لإيجاد حلول عادلة لنا وللجميع"، على ما أكّد رئيس الحكومة سعد الحريري خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمعه بتيلرسون.

واشارت المعلومات الى أنّ ساترفيلد تمكّن من خلال إصرار لبنان على موقفه الموحّد الذي سمعه من المسؤولين اللبنانيين المعنيين كافة، من أن يخرج بأفكار جديدة سوف يطرحها على تلّ أبيب، لكي يستطيع لبنان أن يبدأ باستثمار حقول النفط والغاز في المنطقة الإقتصادية الخالصة التابعة لحدوده. وهذه الأفكار التي تحفّظت الأوساط عن البوح بها بهدف إنجاح المفاوضات لا علاقة لها، على ما ألمحت، بمبدأ مقايضة سلاح "حزب الله" بأي تنازل من قبل لبنان، أو بفرض "خط هوف" عليه، وقد تتعلّق بإيجاد الحلول لاتفاقية حول حدود نهائية عند الخط الأزرق قد تجعل إسرائيل تعيد النظر في استكمال بناء الجدار الأمني عند الحدود الجنوبية للبنان... وتأمل التوصّل الى حلّ أو تسوية نهائية في هذا السياق، في حال اتفق الطرفان على ذلك.

كما يجب الأخذ بالإعتبار أنّ كلّ بلوك نفطي له مكامن عدّة في قعر البحر قد تمتدّ الى الدول المجاورة، الأمر الذي قد يفرض نفسه على مبدأ تقاسم الحصص بين الدول (لبنان وقبرص وإسرائيل) بدلاً من أن تقوم إسرائيل بمفردها بسحب كلّ من يمكنها من النفط والغاز منها في الفترة الراهنة التي تسبق بدء الأعمال اللبنانية بسنة.

 

(الديار)http://bit.ly/2EAGV0x

Script executed in 0.17965006828308