في اليوم التالي عقد وليد بيك مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن لقائه بالرئيس الاسد فقال: «تطرقنا الى خصوصية الجبل واهمية التواصل الموضوعي التاريخي بين العرب الدروز»...
وكشف نقطتين شكلتا العمود الفقري لمصالحته مع دمشق.
الاولى: دعم المقاومة واهميتها في الدفاع عن لبنان.
الثانية: خصوصية الجبل واهمية التواصل بين العرب والدروز في سوريا وفلسطين مع اخوانهم في جبل لبنان، ودور سوريا في تثبيت هذا التواصل وحمايته.
بين هاتين النقطتين رسم وليد بيك حدود حركته الداخلية في المرحلة المقبلة، فثبّت نقطة اساسية في الجولان، واخرى مقابلة في لبنان، وبينهما يمتد «الخط الاحمر» لسياسته اللبنانية من الآن وصاعدا.
فما هي الترجمة العملانية لهذا الخط الاستراتيجي الجديد؟ لا انتخابات بلدية، ولا استقرار حكومي، الا من ضمن هذه المعادلة، وكما خرج وليد بيك من منزله في كليمونصو برفقة الحاج وفيق صفا، واستقبله الحاج حسين خليل في الشام، هكذا تستمر حركته المحورية بالتنسيق مع المقاومة وبحمايتها، لانه بات «بيضة القبان» التي ترجح موازين القوى السياسية وتغيّر المعادلات.
غريب! المسيحيون في لبنان يملكون الحيثيات نفسها التي يملكها وليد جنبلاط في سوريا وفلسطين..
لكن بعضهم لم يقرأ اهمية اللحظة التاريخية، وانشغل بمباراة الزجل ونكات «لول» و«الكلمنجي»..
لذلك لم يسمعوا صفارة القطار الذي يفوتهم مرة تلو مرة !