أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إعلام الاعتدال ... وتغييب الوضع الفلسطيني

الخميس 15 نيسان , 2010 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,301 زائر

إعلام الاعتدال ... وتغييب الوضع الفلسطيني

غالباً ما تحقق بعض وسائل الإعلام العربية، سواء تلك الفضائية أو المكتوبة أو مواقع على شبكة الانترنت عنصر الصدمة للمشاهد أو المستمع أو المتصفح! مرد الصدمة ليس تحقيق سبقٍ صحافي إنما في اسلوب عرض قضايا الشعوب وإصراراها على اختطاف الرأي العام ووضعه أمام قضايا تريد الدول الراعية لها، أن تضعها في رأس أولوياتها. تضج العناوين الرئيسة لبعض هذه الفضائيات بقمة واشنطن لمكافحة ما يسمى الارهاب النووي، والمانشتات الرئيسة لبعض الصحف، بالحديث عن عزل القمة لطهران فيما يتراجع إلى العناوين الفرعية والصفحات الداخلية بدء اتفيذ قرار الابعاد الاسرائيلي لنحو ثمانين الفاً من الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ليس صدفة عابرة تغييب فلسطين أو التقليل من أهمية الممارسات تعسفية من اعلام ما يسمى دول الاعتدال، في هذه المرحلة أو المراحل السابقة، إذ إنه في أحسن التقديرات يأتي ضمن استراتيجية واعية يواظب على تطبيقها!.

سياسة توجيه الرأي العام باتجاه ما، هي لحرف الأنظار عما يجري في مكان آخر...تضخيم حدث صغير مقابل تصغير كل ما يجرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معادلة راسخة.... قلب الصورة وإظهار العدو صديقاً والصديق عدواً، معادلة أخرى تهيمن على المواقف والتعليقات!

تماهٍ مريب وإلى أبعد الحدود مع المواقف الأميركية والاسرائيلية الرامية في هذه المرحلة وضع إيران وبرنامجها النووي السلمي تحت مجهر الإعلام ودفعها إلى مواجهة مع محيطها تمهيداً لممارسة مزيدٍ من الضغوط عبر أدوات متنوعة !

هذه الصورة التي يُظهرها الاعلام، لا تعكس واقع المشهد في منطقة الشرق الأوسط، وتقابلها صورة أخرى يجهد البعض لطمسها وهي تبدأ من فلسطين المحتلة ... فصول مستمرة تندرج في إطار تصفية قضية العرب والمسلمين، وآخرها أمر الابعاد الاسرائيلي الذي يشمل أكثر من ثمانين ألف فلسطيني بالضفة الغربية. إجراء يعني دخوله حيز التنفيذ نكبة ترانسفير جديدة وتغييرات ديموغرافية وفرض وقائع اجتماعية واقتصادية على الفلسطينيين تثقل كاهلهم في مواجهة غير متكافئة يعتمد في الجانب العربي اطلاق المواقف بينما الجانب الأخر يعمل على تغيير الواقع ميدانياً في كل لحظة.

هذا الإجراء التعسفي الذي ينتهك حتى الاتفاقات التى عقدتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، يتزامن مع استمرار الاستيطان في الاراضي المحتلة، ورفض الضغوط العربية والدولية لوقف هذه السياسية لفترة مؤقتة كبادرة حسن نية وفق مفهوم الأميركيين لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين السلطة وحكومة بنيامين نتنياهو! أكثر من ذلك توالي فصول تهويد القدس والتحضيرات لإصدار أوامر جديدة بهدم منازل في حي سلوان وبناء مزيد من الكُنس والمدارس في الجانب الشرقي من القدس المحتلة!  استمرار الحفريات التي تهدد أساسات المسجد الاقصى منذ العام ألفين وسبعة، ومنع أي محاولة عربية أو اسلامية لترميم المقدسات الإسلامية والمسيحة!

هذا المشهد في فلسطين المحتلة، والذي يحاول بعض الاعلام العربي التعتيم عليه مقابل التركيز على قضايا ثانوية، إنما يعكس مواقف الدول الراعية له، وما الضجيج المثار حول هذه القضية أو تلك إلا للتغطية على ما يجري من فصولٍ متوالية لتصفية الشعب الفلسطيني وقضيته وهو ما يضع هذا الاعلام والدول الراعية له في موقع الادانة. 

Script executed in 0.20837187767029